• صاحب المنشور: هادية الأنصاري
  
  ملخص النقاش:
  لقد غيرت الثورة الرقمية وجه الصناعة الإعلامية بشكل جذري، حيث فرضت تقنيات جديدة وتغيرات ثقافية تواجه بها الصحف والوسائل الإعلام التقليدية تحديًا كبيرًا. قبل عقود قليلة، كانت الصحيفة اليومية هي المصدر الرئيسي للأخبار المحلية والدولية لدى الجمهور العريض؛ ولكن الآن تغير المشهد تمامًا مع ظهور الإنترنت والتطبيقات الذكية التي توفر المعلومات بنقرة واحدة فقط.

التأثيرات الاقتصادية:

كان للتطور التكنولوجي تأثير مباشر على الجانب الاقتصادي للصحف. تراجع الإقبال على الشراء الورقي أدى إلى انخفاض إيراداتها الاعلانية الكبيرة سابقاً. بالإضافة لذلك, فإن تكلفة إنتاج المطبوعات مرتفعة مقارنة بتكاليف نشر الأخبار عبر الإنترنت. هذا الوضع أجبر العديد من المؤسسات الإعلامية التقليدية على التحول نحو نماذج الأعمال الجديدة مثل الدفع مقابل المحتوى أو تقديم خدمات اشتراك خاصة.

الاستجابة للتغير:

لم يبقَ أمام تلك المنظمات خيار إلا مواكبة هذه الحداثة وضمان استمراريتها ضمن السوق المتغيرة بسرعة. وقد ظهرت عدة استراتيجيات لمواجهة ذلك منها:

1. الرقمنة: بدأت الكثير من الصحف في تطوير مواقعها الإلكترونية لتوفير تجربة قراءة متميزة للمستخدمين عبر الأجهزة المختلفة. كما أنها تسعى لإنتاج محتوى حصري رقمي يجذب القراء الذين اعتادوا الحصول على أخبارهم مباشرة عبر الانترنت.

1. التعاون والشراكات: هناك توجه ملحوظ بين مختلف الجهات الإعلامية لإنشاء شراكات تجمع بين خبرتهم الطويلة ومواردهم المالية وبين القدرة الفائقة للشباب المدرب حديثا على استخدام الوسائط الرقمية والإبداع الجديد الذي يتميز به جيل الشباب والذي غالبا ما يتسم بالأسلوب الحديث والمبتكر في عرض القصص والحكايات وجذب الانتباه إليها بطرق أكثر جاذبية مما كان يحدث سابقا .

1. استخدام البيانات الضخمة وتحليلات المستخدم: تتبع الصحف الحديثة حركة المرور والاستجابات لقرائها باستخدام تحليلات بيانات عميقة وفهم دقيق لسلوكيات القراء وبذلك تستطيع تحديد أنواع الأخبار الأكثر شعبية والأوقات المثلى لنشر مواد ركنتها لتحصل بذلك علي المزيد من الزوار وتعرف كذلك نوع المواد والتي ستساعدها فيما بعد في عمليات زيادة الإعلانات المبنية علي اهتمامات كل مستخدم وعليه فان لديهم فرصة لكسب المزيد من المال من خلال التركيز أكثر فاكثر علي جذب العملاء ذوي الخلفية المستهدف في المعلنه وهذا أيضا قد يؤدي الي ارتفاع سعر اعلان لكل كلمة ممما يعزز بالتالي ايراداته النهائي بشكل عام .

1. القيمة المضافة: رغم المنافسة العنيفة ، مازلت بعض الصحف قادرة علي احتفاظ بقيمتها كونها مصدر موثوق وغير متحيز للأخبار والسياق التاريخي الثقافي الذي تصاحبه. حيث يمكن الوصول إلي مقالات صحفية طويلة مكتوبة بعناية مصحوبا بالصور عالية الجودة والفيديو والصوت وكذلك التعليقات المنظمة ومن ثم فهو شيء يستحق دفع ثمن مقابله عكس المواقع الاخري المنتشرة بشراهة يعتبر البعض بأنها غير جديره بالنظر نظراً لما تتضمنه من روايات زائفة وخاطئة بصراحة وعدمية مسؤلية تجاه الحقائق الاساسية الواقعية.

المُستقبل المُرتقب :

بالنظر إلي الاتجاهات الناشئة حالياً ولا يمكن إنكار حقيقة أنه سيكون هناك دوماً حاجة لعامل بشري يمكن الوثوق فيه عند تلقي الأخبار الهامة وفي الوقت نفسه , سوف تختفي أشكال أخرى من الصحافة كالصحف التجاريه القديمة ولابد لنا هنا تأمل الآتي وهو احتمال وجود دور جديد لهذه الأخيرة لكنه سيكون أقل أهميه بكثير وستكون مردوده التجاري ضعيف ربما سينحصر دوره الوحيد كمصدر مرجعي تاريخي لكل الاحداث التي شهدناها طوال العقود الماضيه وليس كتغذية يوميه لأحدث اخبار المجتمع والمعرفة حول العالم اجمع!