هل يُستحب احترام نسخ التوراة والإنجيل رغم تحريفها؟

في الإسلام، من المهم التأكيد على احترام جميع رسل الله وكافة الكتب المنزلة التي نزلت إليهم. المؤمنون يعتقدون إيمانًا راسخًا بأنه قد تم تغيير وتشويه الت

في الإسلام، من المهم التأكيد على احترام جميع رسل الله وكافة الكتب المنزلة التي نزلت إليهم. المؤمنون يعتقدون إيمانًا راسخًا بأنه قد تم تغيير وتشويه التوراة والإنجيل بواسطة اليهود والنصارى عبر الزمن. ومع ذلك، فإن هذا التحريف لا يشمل كل صفحات هذه الكتب حيث تبقى بعض الآيات تحتوي على حقائق وصحيح وافر.

وفقًا لعلماء الدين مثل العلامة ابن كثير والخطيب الشربيني والحطاب وغيرهم، يمكن اعتبار ورق أو أي جزء آخر من هذين الكتابين مقدسًا إلى حد ما بسبب احتواءهما على أسماء الله وصفاته. لهذا السبب، لا يُسمح باستهانة هذين الكتابين أو القاءهما بعنف أو اتلافها بشكل مهين لأنهما يحتويان عناصر يمكن اعتبارها مقدسة.

على الرغم من هذا الاحترام الجزئي، فإن المسلمين يُنصح بتجنب حيازة ونشر مثل هذه النصوص باستثناء أولئك الذين يقومون بدراسات بحثية متعمقة بغرض التعرف على التحريفات والأكاذيب الموجودة فيها. مثلما ورد عن عمر بن الخطاب عندما أحضر النبي محمد صلى الله عليه وسلم كتاباً من أهالي الكتاب قرأه الرسول الكريم ثم غضب قائلاً: "أمتهوكون فيه يا ابن الخطاب؟! والله لقد جاءتك بيضاء نقية". وهذا يدل على أهمية توخي الحذر عند التعامل مع هذه المصادر ومراقبة مصادقتها قبل تصديق محتواها.

في حالة استلام مسلم لهذه النوعية من الوثائق، أفضل طريقة للتخلص منها هي حرقه لإزالته نهائياً وبالتالي تفادي أي سوء استخدام أو محاولة تسفيه لهوية هذه الوثيقة ذات الأصل الديني المقدس جزئياً. ويتعين كذلك التنبيه هنا بأن القرار النهائي يعود للشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالتعامل مع مواد متعلقة بالأديان الأخرى بما يتفق وروحها وقيمها العليا.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog Mensajes

Comentarios