- صاحب المنشور: جبير الجنابي
ملخص النقاش:
مع تزايد شيوع استخدام الإنترنت والوسائل الرقمية بين الشباب حول العالم، أصبح تأثير هذه التكنولوجيا الجديدة موضوعًا مثارًا للجدل خاصة فيما يتعلق بصحة الأفراد العقلية والنفسية. يهدف هذا المقال إلى استكشاف الآثار المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي - مثل الفيسبوك والتويتر وإنستغرام وغيرها-على الحالة الذهنية والعاطفية للمراهقين والشباب الصغار وكبار السن أيضا.
**الفصل الأول: الفوائد المتعددة لاستخدام الوسائط الاجتماعية**
- التواصل والروابط الاجتماعية: تقدم المنصات الرقمية طريقة مبتكرة للتفاعل مع الآخرين حتى لو كانوا بعيدين جغرافيًا؛ مما يعزز الشعور بالانتماء المجتمعي ويخفف من الشعور بالعزلة الاجتماعية خصوصاً لأولئك الذين قد يشعرون بأنهم غير مقبولين اجتماعياً بسبب الاختلافات الثقافية أو الجسدية. كما أنها توفر مكانا آمنا لتبادل الخبرات الشخصية والمشاعر والأحاسيس التي قد لا يتم مشاركتها عادةً في الحياة الواقعية.
- تعزيز التعليم والمعرفة: يمكن اعتبار مواقع الشبكات الاجتماعية أدوات تعليمية قيمة حيث يمكن الوصول إليها بسهولة وتوفر فرص التعلم المستمر عبر محتواها المتنوع الذي ينشر المعلومات بمختلف أشكالها سواء كانت مكتوبة صوت وصورة فيديو وما شابه ذلك. وهذا يساهم أيضاً بتلبية فضول الفرد المعرفي واستكشاف اهتماماته بطريقة مرحة وممتعة.
- الحصول على الدعم النفسي: أثبتت الدراسات الحديثة فعالية استخدام وسائل التواصل كمنصة داعمة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض مزمنة وأصحاب الظروف الصحية الحرجة. تساعد تلك المواقع هؤلاء الأشخاص بالحفاظ على الروابط الإنسانية ونشر الوعي حول حالاتهم الصحية وقدرات كل واحد منهم المختلفة مما يؤدي لدعم نفسي كبير لهم ولأسرتهم أيضًا.
**الفصل الثاني: المخاطر المرتبطة بوسائل الإعلام الحديثة**
- الضغط الناجم عن المقارنة social comparison: تشكل الصور المثالية للحياة التي تُعرض من خلال صفحات المشاهير والمؤثرين ضغطًا هائلاً علي مستخدمي الشبكة العنكبوتية حيث يقارن الكثير من المستخدمين واقع حياتهم اليوميه بحياة الغير والتي غالبًا ما تكون مشوهه وفقط نصف الحقيقة بناء على رغبة المصور بنشر صورة مميزة عن حياة سعيدة خالية من العقبات!. وهذا النوع من الضغوط الداخلية له آثار نفسية كبيرة تتمثل أساسًا بالإحباط والسخط وعدم تقدير الذات حسب نتائج العديد من الاستبيانات النفسية العالمية الأخيرة .
- العلاقات الوهمية online relationships versus offline relationships: تعدّ العلاقات المبنية أساسيتها علي الأساسيات التقليدية هي أكثر ثباتا وقوة وصلابتها كونها مبنية علی فهم عميق ومتطور للإنسان وإدارته لاتصالاته اليومبية بينما تعتبر العلاقات الإلكترونية مجرد روابط سطحية سطحيه قائمة علي افتراضات خاطئه نتيجة عدم القدرة علي رؤية تصرفات الشخص أمام اعينه لذا فإن احتمال فشل هذة الأنواع الجديده للعلاقات عالية جدًا نظراً لنقص خبرة البشر فيما يخص إدارة الانطباعات والثقة بين الأطراف المعنية بها وبالتالي التأثير السلبي البالغ عليها وهو أمر جد خطير للغاية!
- إدمان الهاتف المحمول : mobile phone addiction: يعد الاعتماد الزائد علي الهواتف والحواسب اللوحية أمرا ملحوظا لدى عدد متزايد باستمرار من جمهور شباب العصر الحديث إذ يصنف حاليا كمصدر جديد لإثارة القلق وانخفاض التركيز بالإضافة إلي زيادة معدلات الاكتئاب واضطراب النوم والإجهاد البدني كذلك الأمر بالنسبة للسلوك العدواني وضيق الصدر تجاه أفراد الاسرة والخارجيين ايضاَْ!! لذلك فلا شك بان الوضع الحالي يستدعي التدخل التدريجي لحماية الأطفال والصغار قبل تفاقمه أكثر فأكثر !