- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتزايد الاعتماد على التكنولوجيا، أصبح من الضروري النظر إلى التأثيرات المحتملة لهذه الأدوات الحديثة على صحتنا النفسية. رغم الفوائد العديدة التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية وغيرها من منتجات التقنية، إلا أنها قد تتسبب أيضا في مشاكل صحية نفسية مثل القلق والاكتئاب والإدمان. هذا المقال يناقش هذه الظاهرة بتعمق ويستكشف الأبحاث والدراسات حول الموضوع مع تقديم اقتراحات للموازنة بين الاستخدام المتعدد للتقنية والحفاظ على الصحة العقلية.
الوسائل الاجتماعية والأثر النفسي
تعد مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من أكثر أدوات التكنولوجيا شيوعاً واستخداماً حالياً. وفقًا لمركز بيو للأبحاث، يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم حوالي 4.66 مليار شخص، منهم 3.81 مليار يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي. بينما تتيح هذه المنصات الفرصة لمشاركة تجارب الحياة الشخصية وتبادل المعلومات والثقافات، فقد ثبت أيضًا أنها مصدر للتوتر والقلق لدى العديد من الأفراد. الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا ريفرسايد وجدت علاقة مباشرة بين الوقت الذي يقضيه الشباب على الشبكات الاجتماعية ومعدلات الاكتئاب لديهم [1]. يُعزى ذلك غالباً إلى المقارنة المستمرة بممارسات حياة الآخرين المثالية عبر الإنترنت والتي يمكن أن تؤدي للشعور بعدم الكفاءة وانخفاض تقدير الذات.
إدمان الشاشة وأخطاره الصحية
إضافة لذلك، هناك خطر آخر يتمثل بإدمان الشاشات والذي يشمل كل شيء بداية من الهواتف الذكية وحتى ألعاب الفيديو. تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى اضطراب استخدام الهاتف المحمول كنوع جديد محتمل للإدمان ذو تأثير سلبي كبير على الصحة العامة [2]. يؤثر الإفراط في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية على النوم الجيد بسبب الاضطرابات الناجمة عن ضوء الأشعة الزرقاء الصادر منها مما يتسبب بالنوبات الليلية وقلة ساعات الراحة اللازمة للجسم والعقل ليبقى بصحة جيدة وبناء هرمون السعادة "السيرتونين". كما أنه يعيق التركيز وعلى قدرة الدماغ على الحفظ والاستيعاب خاصة أثناء فترة التعليم أو العمل حيث تحتاج عقولنا لإعادة ترتيب نفسها بعيدا عن التحفيز الزائد للحصول على أفضل نتائج معرفية ممكنة.
طرق تحقيق توازن رقمي فعال
بالرغم من كل المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا، فإن الحل ليس بالتوقف عن استعمالها تماما ولكن بالتحكم بكيفية وشدة استخدامها بما يحافظ لنا على سلامتنا النفسانية والجسدية أيضاً. فيما يلي بعض الخطوات العملية نحو خلق نظام رقمي آمن وصحي:
- تحديد وقت محدد يوميًا للاستخدام الرقمي؛ وضع حدود زمنية لاستخدام هاتفك الذكي أو حاسوبك الشخصي لتجنب إدمانهما.
- اختيار نوعيات محددة من الأعمال المناسبة للعيش بعالم رقمى شامل وآمن – عند اختيار التطبيق الصحيح لأهداف حياتك الخاصة, سواء كانت متعلقة بالتعلم أم الترفيه أم غير ذلك - فهذه الطريقة تساعد على تحويل تركيز انتباه المستخدم تجاه وجهة مفيدة وليست مضرة له.
- إنشاء روتين يومي خالي نسبياً من الانجراف الإعلامي; خصّص وقتاً لقراءة كتاب مخالف لعادات تفكيرك المعتادة ؛ متابعة هوايات جديدة ; القيام برياضات جماعية ...هذه