في سياق فهم أهمية البدء بالأعمال بالتسبيح بذكر اسم الله الكريم "بسم الله"، هناك عدة أحاديث شريفة تتناول هذه الممارسة المستحبّة. أحد هذه الأحاديث الذي رواه أبو هريرة رضوان الله عليه، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل كلام أو أمر ذا بال لا يفتح بذكر الله فهو أبتر". وهذا يشير إلى أن أي مهمة أو نشاط يجب أن يبدأ بتقديس الله وتعظيمه عبر استخدام البسملة ("باسم الله").
وقد ورد هذا الحديث بروايات مختلفة، منها ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والنووي وغيرهم الكثير. ولكن هناك علل في سند هذا الحديث تشير إلى احتمالات الإرسال وعدم ثبوت الراوي. ورغم ذلك، فإن المعنى الظاهر لهذا الحديث هو القبول والمعاملة، وهو ما اتفق عليه العديد من العلماء والمحدثين مثل شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي وغيرهما.
ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم نفسه يبتدئ بالبسملة، وكذلك فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما كتب رسائله الهامة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم الخلفاء الراشدون والسلف الصالح البسملة كجزء أساسي من حياتهم العملية والدينية. وبالتالي، أصبح الاستشهاد بسورة الفاتحة قبل بدء الأعمال جزءاً هاماً من الثقافة الإسلامية.
وفي النهاية، بينما يوجد خلاف بين العلماء حول الترجيح والتخريج الدقيق لأحاديث بهذا الشأن، إلا أن الاتفاق العام يدعم قوة وصحة الموضوع المطروح هنا بشأن فضيلة ومكانة البسملة ضمن الأدعية والإجراءات اليومية للمسلمين.