- صاحب المنشور: الزبير الصمدي
ملخص النقاش:
مع تصاعد المخاوف العالمية بشأن تغير المناخ والتوجه نحو مستقبل مستدام، شهدت اقتصاديات الطاقة تحولاً كبيراً. هذا التحول لم يقتصر على مجرد تغيير في نوع الوقود المستخدم فحسب، بل شمل أيضاً إعادة النظر في الطريقة التي ننتج بها ونستهلك طاقتنا.
في مقدمة هذه التغييرات، يأتي التركيز المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس والطاقة الكهرومائية. وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في الاستثمار العالمي في قطاع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال السنوات القليلة الماضية. وفقاً لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، فقد بلغ الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة حوالي 282 مليار دولار أمريكي في عام 2019، مع توقع نمو هذا الرقم بمعدلات متسارعة حتى نهاية العقد الحالي.
إلا أن هذه الانتقال ليست بدون تحدياتها. أحد أكبر العقبات هي تكلفة البنية الأساسية اللازمة لدعم انتقال واسع النطاق إلى مصادر الطاقة الخضراء. بالإضافة لذلك، هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة شبكات الكهرباء التقليدية لاستيعاب التدفق الكبير والمزمن للكهرباء المنتجة من مصادر غير مركزية ومتنوعة.
على الجانب الآخر، تقدم تكنولوجيا تخزين الطاقة حلولاً محتملة لهذه المشكلات. حيث أنه باستخدام بطاريات يمكنها تسجيل وتخزين كميات هائلة من الكهرباء المنتجة خلال الأوقات الذروة، تستطيع الشبكات التعامل مع تقلبات الإنتاج والاستفادة القصوى منها بغض النظر عن مستوى طلب السوق.
كما أن سياسات الحكومات تلعب دوراً حاسماً في تشكيل طبيعة ثورة الطاقة المستمرة. العديد من البلدان قد وضعت أهداف طويلة المدى لخفض الانبعاثات الكربونية أو الالتزام بنسبة محددة من استهلاك الطاقة من المصادر المتجددة بحلول سنوات محددة. ومن أمثلة تلك الدول الصين وأوروبا وأستراليا وكندا وغيرها الكثير.
وفي حين تتجه بعض الاقتصادات الجديدة بسرعة نحو اعتماد كبير على النفط والصناعة الثقيلة، فإن المجتمع الدولي يتقدم بخطوات ثابتة نحو عالم أكثر خضرة وأقل تأثيراً بيئياً. وبينما نواجه مجموعة متنوعة ومختلطة من فرص وثغرات، يبقى الطريق أمامنا واضحاً - وهو طريق ينصب اهتمامه الأول والأخير حول تحقيق مستقبل مستدام لكل البشر والكوكب الذي نعيش عليه.