إذا أديت زكاتك لرجل فقير محتاج، وبعد فترة وجيزة جمع بعض الأموال واشتري بهديتها لإحدى أفراد أسرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الأمر مباح تماماً! وذلك وفقًا لما ورد في السنة النبوية المطهرة.
في الحديث الذي رواه الإمامان البخاري ومسلم، يُذكر قصة بريرة الأنصارية عندما تلقت شاة صدقة ثم هدتها لعائشة أم المؤمنين. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أنه بإمكانها تناول هذه الهدية كونها الآن ليست صدقة، بل هي "هدية" من شخص تمت تبرعاته بموجب الحق السابق.
وهذا يعني أن المنح المقدمة كصدقات للشخص المستحق يمكن استثمارها مرة أخرى بطرق أخرى مشروعة مثل البيع أو الهدايا، حيث تصبح حينئذ جزءاً خاصاً من ممتلكاته الشخصية. وهذا ينطبق أيضاً على حالة أحفاد رسول الإسلام عليهم السلام؛ فهم ليسوا مستبعدين ضمن دائرة أولئك المحرم لهم الأخذ من الزكاة بسبب الفقر والحاجة. فالزكاة هنا فقدت طابعها الأصلي وتحولت إلى نوع مختلف من العطاء وهو الهبة أو التعظيم ("الهدية").
وفي النهاية، يجب التأكد دائماً بأن الأهداف الأصلية للزكوات - والتي تتضمن مساعدة الفقراء والمحتاجين وتنمية المجتمع - تتم تحقيقها بشكل صحيح وعادل. وبالتالي، سواء تم استخدام تلك الأموال لاحقا كتقدير تجاه الأحباء والأقارب المقربين، فهي تبقى عملا صالحا داخل منظومة الشريعة الإسلامية الواسعة.