كانت لي هذه التغريدة القصيرة قبل 3 أيام بهدف التوعية ورفع مستوى الثقافة النفسية. وقد شاهدها قرابة نصف مليون شخص، وتفاعل معها أكثر من 50 ألفٍ، وشارك في الرد عليها أكثر من 400 شخص.
وهذا يحقق الهدف من نشرها ولله الحمد...
https://t.co/H8WSgrbqMs https://t.co/ia0mYGFhY5
ولعل ما شد كثيرٌ من المتابعين هو التذبذب في أداء المعنيّ بهذه القصة، وكان التساؤل -إذ لم يذكر أية أعراض مرضية- هو: أين الخلل؟
ومع هذا الغموض، إلا أن بعض المشاركين قد وصل إلى ماهية الخلل، وبعضهم حام حوله، وقليل من سماه بإسمه.
جوهر المشكلة هو (الكمالية)
كان هذا الشاب متميزاً في التعليم العام الذي يتسم بالوضوح والإنضباط وقلة الخيارات. يأتي في أول السنة فيستلم الكتب.. وبعد ذلك يحضر وينصرف في ساعات محددة؛ ويشارك ويحفظ، ويختبر في نفس الكتاب الذي وزّع عليه..
وينتقل من سنة لأخرى ومن مرحلة لأخرى بنفس الأسلوب.
بينما يختلف الوضع في المرحلة الجامعية.
فلا يوجد منهج محدد، ولا كتب توزع، ولا جدول جاهز.
الطالب يرتب جدوله ويسجل المواد التي يريد؛ وكل دكتور له كتابه أو كتبه، وأسئلة الإختبارات لا تأتي من منهج معين، وساعات الدراسة قد تختلف من يوم ليوم.
هنا تظهر مشكلة المثالية .. يقول المثل "إذا بغيت تحيّره، خيّره".
عندما تتعدد الخيارات، تزيد حيرة الطالب "الكمالي"، فيحرص أن يجمع كل شيء جيد، وقد لا يتسنى له التسجيل مع "الدكتور الممتاز" مما يسبب له الخوف والقلق.
وترتيب "الجدول المناسب" يأخذ وقتاً طويلاً ويزيد في القلق.