- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، يواجه العالم نقاشاً متزايداً حول تأثيرها المحتمل على سوق العمل. هذه التكنولوجيا ليست مجرد أداة لتحسين الكفاءة؛ بل تتحدى أيضاً ماهية الوظائف التقليدية وتغير الطريقة التي ننظر بها إلى العمل. ومن الجدير بالذكر أنه بينما قد تؤدي بعض الأعمال الروتينية إلى الاندثار، فإن فرص عمل جديدة ستظهر نتيجة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنوعة.
التهديدات: فقدان الوظائف بسبب التلقين الآلي
أولى المخاوف الرئيسية هي احتمال خسارة الوظائف بسبب الأتمتة، حيث يمكن للبرمجيات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أداء العديد من المهام بكفاءة عالية وبسرعة أكبر وأقل تكلفة من البشر. هذا ليس مستقبلاً بعيدًا - فمثلاً، حددت العديد من الدراسات الصناعات مثل التصنيع والمالية والتجارة الإلكترونية كأهداف محتملة للتغييرات الهائلة المرتبطة بالتكنولوجيا. كما تتوقع دراسة أجرتها شركة "ماكينزي" عام ٢٠١٧ أنّ حوالي ١٥% من المهن الأمريكية عرضة للاختفاء تمامًا بسبب الأتمتة بحلول العقد المقبل. رغم ذلك، يستدل البعض بأنّ حجم القوى العاملة العالمية يتضخم باستمرار وأن هناك دائمًا طلب جديد للوظائف الجديدة ذات المهارات الخاصة التي لم يكن يُنتظر وجود حاجة إليها سابقًا. ويبدو أن المشكلة الأساسية هنا تتمثل في كيفية التعامل مع عملية الانتقال وليس حقيقة وقوع تلك العملية نفسها.
الفرص: خلق وظائف جديدة وتعزيز القدرات الفردية
على الجانب الآخر، يعرض الذكاء الاصطناعي فرصة غير مسبوقة لخلق نوع مختلف تمامًا من فرص العمل. فالذكاء الاصطناعي نفسه سيتطلب موظفين ذوي خبرة بمجالات البرمجة وتحليل البيانات وصيانة البنية التحتية لهذه النظام. بالإضافة لذلك، سيؤثر الذكاء الاصطناعي أيضًا بشكل كبير على مجموعة واسعة من المهن الأخرى مما يؤدي إلى زيادة الحاجة للموظفين الذين يتمتعون بمهارات حل المشكلات والإبداع والتواصل الجيد – وهي سمات أقل قابلية للأتمتة وستكون مطلوبة أكثر فأكثر في عالم يشغل فيه الذكاء الاصطناعي الجزء الأكبر من العمليات اليومية التقليدية. ويتضح مثال آخر فيما يسمى بـ "الطباعة الثلاثية الأبعاد"، والتي تمكن الآن الشركات الصغيرة والمتوسطة من إنتاج منتجات محلية بدلاً من الاعتماد الكلي على الاستيراد الخارجي الكبير وهو الأمر الذي يخلق المزيد من الوظائف المحلية. وهناك مجال مهم آخر هو خدمة العملاء، إذ يساعد تطوير روبوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي كثيرًا في تحسين تجربة المستخدم النهائي وفي الوقت نفسه تخفف الضغط عن قسم الخدمات بعد البيع لأداء عمليات أخرى أكثر تعقيداً تحتاج لحضور بشري مباشر لما لها من خصوصيتها واحتياجتها العاطفية المتخصصة لدى كل حالة عميل.
التعليم وإعادة التدريب: بناء مهارات القرن الواحد والعشرين
إن التأثيرات الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي على سوق العمل تشجعان ضرورة التركيز على جوانب مختلفة تتعلق بتوفير تعليم جيد ومتجدد يستعد المواطنين لسوق العمل الجديد الناشئ. يجب توجيه السياسات العامة نحو تقديم برامج تدريبية فعالة لإعادة تأهيل الأفراد للعيش ضمن ثقافة العمل الحديثة وسط تقدم تقنيات التكنولوجيا الرقمية المعاصرة كالذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير ممن سينضم إليهم قادم السنوات التالية بإذن الله تعالى! ينبغي البدء مبكرًا بوضع المناهج الدراسية خاصة ما يتعلق ببرامج STEM (العلم والتكنولوجيا والرياضيات) والذي يعد أساس