في الإسلام، تعتبر الصلاة العمود الفقري للإيمان، ولذلك فإن الأداء الصحيح لها يعد أمرًا ضروريًا للغاية. وفقًا لهذا الرأي الشرعي، يُشدد على أهمية الترتيل أثناء تلاوة القرآن الكريم، خاصة خلال الفاتحة وغيرها من السور القصيرة. ليس فقط تُعتبر السرعة في القراءة مخالفًا للسنة النبوية الشريفة، ولكن أيضًا قد تؤدي إلى فقدان جزء من المعنى الأصلي للآيات المقدسة.
الحسن المثالي الذي ينبغي اتباعه هو "التدبر" - التفكير العميق والتمعن فيما تقرأ - وكذلك "التعقل"، مما يعني فهم ومعرفة معنى الأشياء. هذا يأتي في انسجام تام مع تعاليم القرآن نفسه حيث يستحثنا الله تعالى على ترتيل القران بشكل لطيف ومتزن: "(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)" [المزمل: 4]. بالإضافة إلى قوله تعالى: "(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)" [ص: 29].
كما تشدد الفتوى على أنه لا يجوز التسارع إلى درجة أن تتسبب السرعة في تغيير أو حذف أي حرف أو كلمة أثناء القراءة. بدلاً من ذلك، يجب على المسلم أن يتحقق من دقة كل الحروف والكلمات بطريقة واضحة ومفصلة تسمح بفهم الآيات بشكل كامل. نفس النهج مطلوب أيضاً بالنسبة لأداء حركة الجسم أثناء الصلاة؛ فلا يجب التعجل عند الركوع والسجود والجلسة بين السجدتين والوقوف عقب الركوع. بل ينبغي تحقيق مستوى عالٍ من السلام الداخلي ("الطمأنينة") والذي يمثل أحد أساسيات الصلاة والواجبات الرئيسية فيها حسب معظم علماء الدين.
يتم توضيح هذا بتفاصيل دقيقة حول كيفية القيام بكل مرحلة من مراحل الصلاة بطرق محددة وصحيحة دينياً. بالإضافة لذلك، يشجع المستشار الأخ على الدعاء بكثرة خصوصاً خلال الوقت الأقرب لمقابلة الله تعالى وهو حالة السجود، وذلك بناءً على الحديث الشريف الذي يقول ' أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجدا'. وفي ختام الفتوى، يتم التأكيد على أهمية تطبيق السنة النبوية وتحقيق جوهر روحانية الصلاة عبر الامتناع عن الاستعجال والإخلاص والإتقان المطلق في جميع جوانب الطقوس المتضمنة ضمن شعائر العبادة الإسلامية.