"الاكتئاب عند الأدباء والمثقفين"

أنهيت ثلاثة كتب د. جلال أمين رحمه الله، استمتعت جداً بتأملاته في العلاقات والحياة، إلا أن ما لفت نظري حديثه المميز عن إصابته بالاكتئاب الذي استمر سنتين، وصفه وصفاً بليغاً لو أردت تعريفه كمعالج لم أستطع سوى بالتعريفات العلمية الجامدة.

#اسامه_الجامع https://t.co/p7vIlqYSuP

من أقواله أنه شعر كأنه ينزلق في هاوية سحيقة، كلما حاول الصعود والتسلق إلى سطح الأرض سرعان ما تنزلق أصابعه وتنفك قبضته ويعاود السقوط من جديد، أما البداية فقد بدأت بفكرة "سأموت" ثم سلسلة من الدوران على الأطباء للتأكد أن صحته بخير، وكلما فحص أكثر اكتئب أكثر.

#اسامه_الجامع

وأصبح مهووساً بأنه مريض، رغم أن كل الفحوصات تؤكد أنه سليم، لدرجة أنه سافر إلى لندن لأجل "التأكد"، أصابه فقد للإرادة تماماً، وغلبه تردد شديد في جميع جوانب حياته، وفقد للثقة بالنفس، ورغبة بالبكاء وعدم الاستمرار بالحياة، حاولت معه زوجته للتخفيف عنه، حتى ضاقت به ذرعاً.

#اسامه_الجامع

لم تكن الأدوية تكفي لحالته التي وصفها وكأنه في بئر ذات هوّة عميقة، وبعد مرور عامين وعند جلوسه في حديقة منزله في يوم مشمس، لاحظ أنه يستطيع تصحيح كتاب بين يديه بسرعة، وشعر أن الحياة تشرق داخله من جديد، وأن الاكتئاب قد زال عنه بالتدريج، واستطاع اتخاذ قرارات مؤجلة، وعادت شهيته للطعام

يبدو أن الكاتب د. جلال أمين كان يعاني في البداية من "قلق الصحة" بحيث يكون المرء مهووساً بصحته، كان يعاني من أفكاره التي سيطرت عليه، ولم يلجأ إلى جلسات العلاج النفسي التي تدربه كيف يتعامل مع تلك الأفكار، قلق الصحة إذا لم يتم علاجه فإنه يتحول إلى اكتئاب.

#اسامه_الجامع