• صاحب المنشور: داليا الحساني
  
  ملخص النقاش:
  \ ناقش المتحدثون الثلاثاء، وهم إكرام البنغلاديشي وأسماء اللمتوني ورندة المنصوري، قضية حساسة تتعلق بتوازن الأمور بين الحياة العملية والحياتية الشخصية. لقد اتفق الجميع على أنّ النظرية القائلة بأنّ الفرد يتوجَّب عليه الاختيار بين مسيرته المهنية الناجحة وعلاقاته العائلية والمجتمعية تُعتبر مُجتزأة وخاطئة أساسًا.

إنَّ الإدراك العام الراسخ بأنّه لا يمكن تحقيق التوافق بين هذين الجانبين الحيويين يكشف عن فهم سطحِي للديناميات المعقدة لحياة الإنسان الحديثة. وفقًا لأعضاء النقاش، عند النجاح في مجال العمل ويُشعَر المرء بسعادة بهذا الانجاز، هذا الأمر غالبًا ما يقوي العلاقات الأسريّة ويكسب المواقف الشخصية طابع رضى أعظم. وبالمُقابل، يشهد الأشخاص الذين يتمتعون بشعور عميق بالوفاء الداخلي نتيجة لإرضائهم للحياة الشخصية زيادةٍ ملحوظة في انتاجيتهم وكفاءتهم أثناء أدائهم لوظائفهم.

ويركز استنتاج هؤلاء المتحاورين حول ضرورة تغيير هذه الرؤية ثنائوية الشكل والتي تعتمد على عدم التوفيق بين المساعي المختلفة لصالح نهج more holistic and integrated approach حيث يتم التعامل مع جوانب مختلفة من الحياة بصفتها عناصر تكاملية وليس منافسات صرف الانتباه. وهذا التحويل في الطرح يستبطن حاجة لتغيير بسيط ولكنه مهم في عقلياتنا – وهو مجرد أمر يتطلب مرونة ذهنية وقليل من تعديل الأولويات.

وتشدّد الآراء المطروحة هنا على قوة القدرة الإنسانية على تحقيق هدفين أو حتى أكثر بنفس الوقت بكفاءة عالية عوضاً عن اضطرار الأفراد للتفريط في أحد الأمور مقابل أخرى. إنه تعزيز للتسامح والثقة بالنفس -استعداد لاتخاذ خطوات جريئة لمجاراة واقع الحقيقة اللائي يحتم تجاوزهما إن أردنا بلوغ حالة كاملة للإنسان الحالي.

ومن الجدير ذكره، رغم وجود اختلاف واضح فيما بين المجتمعات وثقافتها تجاه كيفية رؤيتهم لهذه القضايا، إلا أنها تحمل مؤشرات واضحه لقوانين عالمية ترضي كافة الثقافات وهي قانون الطبيعة البشرية نفسها ذاتها بغض النظر عن بيئتها الزمانية المكانية. إنها الدعوة لاستقبال عصر جديد يقوم بفك ارتباطات تحاصر أفكار العصور القديمة ويلغي فكرة الصراع المحتّم بين مختلف جوانب الحياة الإنسانية.