أما "الكليجا" فلها عمق تاريخي يحتاج مني أكثر من تغريدة وكان موسمها في أواخر شهر رمضان حيث عيد الفطر وهذا في العصور الإسلامية وهو ما سنأتي عليه لاحقاً بإذن الله وإلا فالكليجا عُرفت منذ العصر البابلي باسم "مرسو" ومن العصر البابلي بالعراق انتشر هذا النوع من الحلوى على وجهين.. https://t.co/RWMmEv16sG
نبدأ بالنوع الثاني حيث انتشر في مصر والشام وهم ما يسمى في عصرنا الحالي "المعمول" وكان يحشى باللوز والفستق والأكثر انتشاراً هو المحشو بالتمر ودبس التمر وكان حضوره شبه دائم وسط موائد الخلفاء والسلاطين.. https://t.co/HqU9ULUOfg
أم النوع الثاني فهو امتداد لحلوى "المرسو" البابلية والذي يسميها العراقيون المعاصرون "كليجة" وهي الكليجة المعروفة الآن لدينا وكانت تسمى في العصر العباسي "الخشكنانجة" وهي أكلة عباسية مشهورة جداً ذكرها التنوخي في نشوار المحاضرة كما وردت في تعليقات كتاب البخلاء للجاحظ وذكرها الخفاجي https://t.co/jdghGKYjmM
كما ذكرته "كاثي ك . كوفمان" في كتابها (الطبخ في الحضارات القديمة) وقد ذكر المترجم سعيد الغانمي أن "الخشكنانجة" الآنفة الذكر وهي الاسم السابق للكليجة إبان العصر العباسي جاءت من "الخشكنان" وهي كلمة فارسية تعني الخبز اليابس وقد دخلت للعربية قبل الإسلام حيث يقول الشاعر الجاهلي : https://t.co/rzajzL6Gjh
ياحبذا الكعك بلحم مثرود
وخشكنان وسويقٍ مقنود
ولا نعلم هل كان وصول الكليجا لوسط الجزيرة العربية إبان "رحلات العقيلات" أم أنه سبقها بكثير حيث كان عدد من شعراء وأهالي نجد يفدون إلى بلاط الخلفاء العباسيين ولا أدل على ذلك إلا الشاعر مروان بن أبي حفصة الذي نزل ببلاط المهدي وابنه الرشيد https://t.co/50FYPxmNdo