تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للجيل الشاب: بين الفوائد والمخاطر

تُعدّ التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الحديثة وأصبحت تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل تجارب الجيل الصاعد. فمن جهة، توفر الأدوات الرقمية فرصاً تعليمية

  • صاحب المنشور: فاطمة المنصوري

    ملخص النقاش:
    تُعدّ التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الحديثة وأصبحت تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل تجارب الجيل الصاعد. فمن جهة، توفر الأدوات الرقمية فرصاً تعليمية وتواصلية جديدة ومتنوعة، مما يسهم في توسيع آفاق التعلم وتحسين الاتصال الاجتماعي. ومن جهة أخرى، قد تتسبب بعض جوانبها في عواقب صحية نفسية غير مرغوب بها. يهدف هذا التحليل إلى استكشاف التأثيرات المحتملة للتكنولوجيا على الصحة النفسية لدى الشباب، سواء كانت مفيدة أم ضارة.

الفوائد المحتملة:

  1. التواصل والشبكات الاجتماعية: تسهل وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"إنستغرام"، بناء العلاقات والتفاعلات الشخصية حتى وإن كانت افتراضيّة؛ حيث يمكن للأفراد مشاركة أفكارهم ومشاعرهم مع الآخرين بسرعة وكفاءة أكبر مقارنة بوسائل الاتصال التقليدية. وهذا الأمر مهم خاصة لمن يعانون من الوحدة أو القلق الاجتماعي، فهو يساعدهم على الشعور بالانتماء والثقة بالنفس. كما أنه يوفر بيئة داعمة لمشاركة التجارب المشتركة وتجارب الحياة الصحية التي تحسن الرفاهية العامة.
  1. الوصول إلى المعلومات والدعم النفسي: تقدم العديد من المنصات عبر الإنترنت خدمات الاستشارة عبر الكاميرا وجلسات العلاج المعرفي السلوكي وغيرها من أشكال الدعم النفسي الاحترافية. بالإضافة لذلك، هناك مواقع متخصصة للمعلومات الطبية والنفسية المفيدة جدًا والتي تساهم في زيادة المعرفة الذاتية حول الأمراض العقلية والعاطفية الشائعة وطرق التعامل معها.
  1. التطبيقات لمساعدة الذهن والصحة البدنية: ظهر مؤخرًا مجموعة كبيرة من التطبيقات المتخصصة بتعزيز اليقظة الذهنية واسترخاء الجسم وعلاج اضطرابات النوم وغير ذلك الكثير. هذه التطبيقات غالبًا ما تكون فعالة للغاية ويمكن الوصول إليها بأسلوب شخصي أكثر سهولة وبأسعار زهيدة مقارنة بخدمات المحترفين.

المخاطر المحتملة:

  1. الإدمان والوقت الضائع: يستخدم كثير من الأشخاص الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة يومياً مما يؤدي لإضاعة وقت هام كان يمكن نشره بين المواظبة على الأعمال اليومية الأخرى كالرياضة والقراءة وما شابه. وقد ينتج عنه أيضًا إدمان تكنولوجي حقيقي يشكل خطراً كبيراً على التركيز والإنتاجية وصيانة الروابط الإنسانية الحقيقية.
  1. السلبية والشعور بعدم الثقة بالنفس: تعرض الأفراد المستمر لصور المثالية الزائدة والأخبار السيئة والكلام السلبي المنتشر بكثرة عبر الشبكات الاجتماعية قد يدفع البعض للشعور بالعزلة وعدم القدرة على تحقيق طموحات مشابهة لما يرونه وهو أمر غير واقعي ولا يساعد على تقدير الذات وإيجاد هدف للحياة.
  1. خطر التنمر الإلكتروني: أصبح القصف بالألفاظ المسيئة والشائعات وانتشار الصور الغير أخلاقية ظاهرة مستمرة تزعج حياة الناس اليومية بصورة مدمرة خصوصا بالنسبة للفئات العمرية الصغيرة والحساسة.
  1. تعرض الأطفال واليافعين لعناصر غير مناسبة: تصميم معظم محتوى الانترنت الأساسي بطريقة جذابة لجذب الانتباه بل ويجعلها مغلفة بعنوان جذاب وغريب؛ الأمر الذي يجعل من الصعب مراقبة المحتوى الذي يصل إليهم مما يقود لتعرضهم لبرامج ورسائل خادشة للحياء وقضايا دينية وفكرية خاطئة مضرة لهم وللعائلة بأسرها.

هذه هي ملخصة تأثير التكنولوجيا على الحالة النفسية لأجيال شباب اليوم، وهي حقائق مثبتة بالسلوكيات المختلفة لكل فرد في عصرٍ يقوم فيه الجميع بالتوافق المجتمعي حول استخدام الهاتف الذكي والحاسوب الشخصي ليصبحان جزء أساسي من أي بيت عصري حديث الآن.


مجدولين الجنابي

3 مدونة المشاركات

التعليقات