يحكي الراوي:
أن ناسكاً يدعى هاري عاش في هندوستان وأمضى سنيناً طويلة متنقلاً في جبال الهملايا بحثاً عن شجرة نادرة تدعى شجرة الأماني
الأساطير تقول أن هذه الأشجار العجيبة لا يعثر عليها إلا المتوحدون مكافأة لهم ع تقشفهم وممارساتهم الجادة للرياضات الروحية الصارمة ..
٢/ ويقال بأن لهذه الأشجار القدرة على تحقيق أماني وأشواق كل من يجلس تحت أغصانها.
الناسك هاري أحس في قرارة نفسه بأنه يستحق العثور على تلك الشجرة بفضل ممارساته الطويلة لتقشفات شتى وتذوقه الإختياري لشظف العيش والالتزام بنهج الإنضباط الدقيق الذي رسمه لنفسه ..
٣/ولكن مع كل هذه النشاطات الروحية كانت هناك دروس لم يتعلمها بعد صحيح أنه كان يرغب في الحصول ع المعرفة الإلهية ولكنه كان يمتلك أيضاً رغبات أقل شأناً
من بين تلك الرغبات كانت رغبة العثور ع شجرته فالمسالك الجبلية الوعرة أكلتْ شقفات من قدميه الحافيتين في بحثه المتواصل عن حلمة وشجرته
٤/وكان إحساسه يؤكد له دوماً أن تحقيق المبتغى أمر حاصل وأن الشجرة بالإنتظار كثمرة طبيعية لجهوده الروحية التي تفوق طاقة واحتمال الشخص العادي
كان مصيباً بحدسه ففي إحدى مرتفعات الهملايا عثر ع شجرة ذات أوراق عريضة عرف بفضل بصيرته الروحية أنها الكنز الذي طالما بحث عنه وتشوق للعثور عليه
٥/وبلهفة عظيمة اقترب من أغصان الشجرة المرحبة وجلس تحتها ولكي يختبر القوى الخارقة لهذه الشجرة الفريدة أغمض هاري عينيه وقال في نفسه: "إن كانت هذه شجرة أماني فلتجسّد لي قلعة حصينة!"
وما أن مرّ الخاطر في ذهنه حتى بزغ بجانب الشجرة قصر فخم تحيط به حدائق غناء