يُعتبر شعور المتوفي بذويه الذين يزورون قبوره أمرًا غير مثبتٍ بشكل قطعي وفقاً للشريعة الإسلامية، وعلى الرغم من وجود أقوال قديمة تشير لذلك إلا أنها تحتاج لدليل واضح كما أكد فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله. ومع ذلك، فإن أهمية هذه الزيارات تكمن في كونها سنة نبوية مشروعة لها فوائد روحانية عظيمة للمسلمين الأحياء. عند زيارة القبور، يجب على المسلم تسليمه عليها والدعاء لأصحابها، حيث يمكن صياغة الدعوات بما يلي: "السلام عليكم Dar Qoum Mou'mineen, wa inna in sha Allah bikum lahiqoon" أي "السلام عليكم أهل بيوت المؤمنين، وإنا إن شاء الله إليكم لاحقون". ثم دعوة عامة مثل "نرجو الله لنا ولكم المغفرة والعافية"، بالإضافة لاستقبال الميت بالرحمة والاستغفار منه، متضمينًَا عبارات طيبة أخرى كالاستغفار والأجيال المشتركة وغيرها مما هو مستحبٌّ.
أما بالنسبة لموضع الوقوف أثناء الزيارة، فهو محل اختلاف بين الفقهاء؛ إذ يجيز البعض التوقف بالقرب من القبر نفسه بينما يسمح آخرون بالتواجد خارج حدود المقابر مادامت هناك مساحة كافية للوقوف والتوجه نحو القبور وتقديم الأدعية الملائمة. الأفضل حينئذ هو التوجه للقريب نسبياً للمتوفي - سواء الأخ أو الوالد أو الصديق - ليقال له ما يحث على البر والإحسان قبل وفاته وبعده. وبالتالي، تبقى زيارة القبور وسيلة لتحقيق العديد من المصالح الدينية والفوائد الروحية لكل من أحياء وأموات المسلمين.