حدثت زيارتي لسماحة الشيخ، وكنتُ أعلمُ أنَّها ستسبب لي حصيلة معرفية وذاتية في هذه الحياة. لم يفتح سماحته أي موضوع من الماضي، وكأن شيئا لم يكن، ولم يعتب أو يبدِ صفحا أو عفوا، كان ودودا بشكل أصيل، ولكن ليست هذه ردة الفعل التي أتحدث عنها، إنها ردة فعل رفاق الأمس وغضبهم، وارتيابهم!
إنَّه لتساؤل محق! ما دافعي؟ ما حكاية هذا التصالح وموّال معاوية الذي "تغيّر" هل هذا حقيقي؟ أفعله لأنني أريده أم هو رياء للناس، نفاق للمجتمع؟ هل المهاجر سابقا حقّا يريد ما يفعله؟ أم هو منساق وراء هزيمة؟ وإن كنت تتساءل، لدي الأسئلة نفسها، والخوف نفسه: هل أفعل ما أفعله من قلبي؟
كان في قلبي حديث أريد فضفضته، من البداية وكنت أنتظر ردة الفعل المناسبة، ولا أقصد تلك الاجتماعية، أو تلك الفردية من سماحة الشيخ! ماذا عساه أن يحمل من الحقد على شخص ثرثار متلخبط متناقض؟ لقد كان موقفه نبيلا للغاية، ولكن ماذا عن رفاق الأمس؟عن المرتابين في كل شيء والغاضبين لأجل الغضب!
كان موّالا مضحكا من مواويل اللادينيين، والمرتابين، والصعاليك الذين يلبسون بزّة رسمية، لماذا أنت غاضب؟ لماذا تحترمُ كل الخيارات الفردية في الكون سوى أن يؤمن إنسان بالله! وأن يؤمن إنسان بالله دون أن يفرض عليك يقينه؟ ما الذي يغضبك؟ أين احترامك للخيار الفردي أيها المتحذلق؟
غاضب؟ لكن غضبك لا يعني مطلقا أن تتدخل في خياراتي! ترى في الدين رجعية وتخلّف، ترى في الإيمان وهما! هذه اختياراتك في الارتياب، هل تريد أن أقول لك عن [نمونة] اللادينيين الذين عرفتهم؟ ربما أنت لم تكن نذلا، لكن بعضهم كانوا أنذالا، غاب عنهم اليقين ليتركهم سفلةً بمعنى الكلمة! وكنت منهم