ملخص النقاش:
يُطرح في هذا الحوار سؤال مُثير حول طبيعة التنافس في المجتمع. يبدأ الكاتب عفيف القروي بوضع مسألة مثيرة للتفكير: هل نعدّ نفسنا "الوجبة اليومية" للأخرين؟ ويتحدث عن "العرق والجهد" كوسائل لإقناعنا بأن نتنافس على "وجبة اليومية" في نظام يفترض أننا جميعًا بشر.
يدعم صلاح الدين بن عطية فكرة أن التنافس ليس مقصورًا على الحصول على "الوجبة اليومية"، بل هو شائبة تغطي مجالات حياتنا كافة. ويجادل بأن الغاية ليست مجرد البقاء، بل تحويل هذا التنافس إلى رغبة مشتركة في النماء والتقدم.
يلوم إلهام بن عثمان صلاح الدين بن عطية, مُشيرًا إلى أن التنافس يُعزى غالبًا لتبرير عدم المساواة. ويطرح سؤالًا مباشرًا: إذا كان الهدف هو النماء والتقدم، فلماذا لا يكون هذا التقدم مشتركًا بدلًا من أن يكون بعضنا "الوجبة اليومية" للآخرين؟
تُسند ضحى بن القاضي دور الدافع الحقيقي للتنافس إلى رغبة في الارتقاء. تُشير إلى العالم الرياضي، ومجالات الفنون كأمثلة على التنافس الحاد الذي يحفز الإبداع والنجاح. وتؤكد أن الهدف ليس مجرد "تقدم" مشترك بمعنى أنه يجب أن تكون كل الأشياء متساوية بين الجميع، بل هو الوصول لمرحلة أعلى من الكفاءة، من الإبداع، من التفوق.
يعارض جعفر العسيري فكرة "التفوق" و "الكفاءة" كغاية سامية، مُشيرًا إلى أن التنافس المتعطش للتفوق يؤدي إلى استفحال الفجوات. ويطرح سؤالًا مُحيرًا: من ينتفع حقًا بـ "الإبداع" و "المرحلة الأعلى من الكفاءة" في ظل نظام يُحصر النجاح بنفوذ المال، والسلطة، والمكانة الاجتماعية؟
من جهته، يرى جواد الأندلسي أن التنافس يقيد بالمجال المحدود للمُواهب. ويؤكد أن هذا "التفوق" لا يؤدي إلا لخلق طبقات أكثر تمييزًا. ويحذر من أن اللعبة تبدو رائعة من منظور "الفائز"، لكن ماذا عن كل أولئك الذين يقعون خارج هذه المسابقة المليئة بالمفاخرة؟