تحليل دور الإعلام الاجتماعي في تشكيل الرأي العام: دراسة حالة حوادث التواصل العالمي خلال جائحة كوفيد19

في السنوات الأخيرة، برزت وسائل التواصل الاجتماعي كأداة قوية لتشكيل آراء الجمهور وتوجيهها. هذه الوسائل ليست مجرد أدوات للتواصل الشخصي بل أصبحت جزءاً أس

  • صاحب المنشور: توفيقة بن صالح

    ملخص النقاش:
    في السنوات الأخيرة، برزت وسائل التواصل الاجتماعي كأداة قوية لتشكيل آراء الجمهور وتوجيهها. هذه الوسائل ليست مجرد أدوات للتواصل الشخصي بل أصبحت جزءاً أساسياً من البنية الثقافية والسياسية للمجتمع الحديث. إحدى القضايا الأكثر تحدياً التي شهدناها مؤخراً هي تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الرأي العام أثناء الأزمات مثل جائحة كوفيد-19.

كيف شكلت فيروس كورونا الرأي العام عبر الإنترنت؟

كان لأزمة كوفيد-19 وقع كبير على المجتمع الدولي بأكمله. مع انتشار الفيروس بسرعة حول العالم، أصبح الجميع يبحث عن المعلومات والمعرفة للتعامل معه. هنا جاء الدور الرئيسي لوسائل التواصل الاجتماعي في تقديم الأخبار والتحديثات المتعلقة بالوباء. ولكن، كما هو الحال دائماً، لم تكن كل المعلومات المقدمة دقيقة أو موثوقة. العديد من الشائعات والأخبار الكاذبة انتشرت بسرعة البرق عبر الشبكة العنكبوتية مما أدى إلى خلق جو من الخوف وعدم اليقين لدى الكثيرين.

التحديات المرتبطة بالأخبار الزائفة وكيفية مواجهتها:

واحدة من أكبر المشاكل كانت انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة. وفقاً لدراسات عديدة، فإن نسبة كبيرة من المحتوى المتداول على الإنترنت تتعلق بـCOVID-19 قد تكون غير Accurate or misleading. هذا الأمر ليس فقط خطيراً لأنه يمكن أن يؤدي إلى سوء إدارة الصحة العامة ولكنه أيضاً يشكل تهديداً للاستقرار النفسي للمستخدمين الذين يتعرضون لهذه المعلومات يومياً.

ولمعالجة هذه المشكلة، قامت شركات التكنولوجيا بتطوير تقنيات جديدة للتصدي للأخبار الزائفة. بعض الابتكارات الرئيسية تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والكشف عن الرسائل المكررة أو غير العادية، بالإضافة إلى زيادة الشفافية فيما يتعلق بمصدر الأخبار وبشرى الصحافة خلفها.

التأثير الطويل المدى على تفاعلاتنا الاجتماعية:

بجانب الجانب الصحي والجسدي، تركت الجائحة بصمتها أيضاً على جوانب أخرى من حياتنا اليومية، خاصة تلك المرتبطة بالتواصل الاجتماعي. بينما أجبرنا الوباء على الانعزال اجتماعيا فعليًا، فقد عزز حضورنا الإلكتروني واستخدامنا لمنصات التواصل الاجتماعي. وهذا يعني أنه حتى بعد زوال الجائحة مباشرةً، سيظل لها أثر مستدام على كيفية تعاملنا مع الآخرين وعلى مستوى الثقة الذي نضع فيه المنصات الرقمية للحصول على المعلومة الصحيحة والموثوقة منها.

الاستنتاج:

إن فهم كيفية عمل وسائل التواصل الاجتماعي كمؤثر رئيسي في تشكيل الآراء العامة أمر ضروري أكثر من أي وقت مضى. إن القدرة على تحديد وتحليل الاتجاهات الناشئة والاستجابة لها ستكون عاملاً محدداً لنجاح مجتمعاتنا وشركاتنا وأعمالنا التجارية العالمية في المستقبل القريب بعيداً وليس حالياً فحسب!


فاروق البناني

8 مدونة المشاركات

التعليقات