قتيبة ابن مسلم الباهلي ..
بدأت رحلة هذا القائد الفذ منذ 86 هـ ، وقد رأى الحجاج أن يدفع بدماء شابة جديدة في قيادة المجاهدين في خراسان، فلم يجد أفضل من قتيبة بن مسلم لهذه المهمة، وقد وليها عشر سنين، وضع خلالها مراحل لفتوحاته كان لكل مرحلة هدف ووجهة محددة.
إن القائد قتيبة بن مسلم هو صاحب الفضل الأول بعد الله عز وجل في إدخال الأتراك في بلاد ما وراء النهر في الإسلام، حتى وصلت فتوحاته الى باكستان وبخارى الى الصين وارضخ حاكمها وجعلها قاعده اسلاميه ولم يصل المسلمين ابعد من ذالك قط.
فقد كان يعلم قتيبه مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ ولذلك عزم قتيبة على الخروج على سليمان بن عبد الملك.
فجمع جموعًا لذلك من رجاله وأهل بيته، لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة 96هـ / 715م على يد أحد العبيد في بلد اسمها فرغانة سنة 96هـ ، ويرى ابن كثير في ذلك زلة كان فيها حتفه ومقتله، حيث فارق الجماعة.
وقد رثاه عبد الرحمن بن جمانة الباهلي فقال:
كان أبا حفص قتيبة لم يسرُ * بجيش إلى جيشٍ ولم يعلُ منبرا
ولم تُخفق الرايات والقوم حولهُ* وقوفٌ ولم يشهد له الناس عسكرا