حكم الزواج بعد علاقة محرمة: التوبة والزواج الصحيح

إذا تاب رجل وامرأة من علاقة جنسية غير شرعية، لكنهما استمرا في القيام بالتقبيل والمعانقة دون الوصول إلى العلاقة الجنسية، ثم تزوجا بعد ذلك، فإن هذا الزو

إذا تاب رجل وامرأة من علاقة جنسية غير شرعية، لكنهما استمرا في القيام بالتقبيل والمعانقة دون الوصول إلى العلاقة الجنسية، ثم تزوجا بعد ذلك، فإن هذا الزواج جائز شرعاً.

العلاقات غير الشرعية بين الرجل والمرأة خارج نطاق الحياة الزوجية محرمة، بغض النظر عن مستوى هذه العلاقة. حتى لو لم تصل إلى الزنا، فإنها تعتبر نوعاً من أنواع الزنا بمفهومه العام، وهي موصلة إلى الفاحشة الكبرى.

إذا حصل الزواج بعد علاقة محرمة، فالأمر لا يخلو من حالتين:

1. إذا كان الزواج بعد علاقة زنا، فلا يصح الزواج إلا بشرط التوبة من الزنا من الرجل والمرأة، واستبراء الرحم من الماء المحرم. هذا بناءً على قوله تعالى: "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين" (النور/3).

2. إذا كان الزواج بعد علاقة محرمة لم تصل إلى حد الزنا، كالتقبيل والملامسة وغيرها من المحرمات التي هي دون الزنا، فالزواج في هذه الحال صحيح. لأن من وقع في تلك العلاقات المحرمة لا يصدق عليه أنه زانٍ.

في حالة التوبة من العلاقة المحرمة قبل الزواج، فإن نكاحهما صحيح. أما إذا تم عقد النكاح قبل التوبة، فهناك اختلاف بين الفقهاء. الجمهور يرى صحة نكاح الزاني والزانية، ولو لم يتوبا. بينما يرى الحنابلة أن نكاح الزانية لا يصح حتى تتوب، ولم يشترطوا توبة الزاني لصحة النكاح.

في النهاية، نوصي بأن التوبة تحصل بالندم والعزم على عدم العودة إلى المعصية. فإذا كنتما قد تبتما إلى الله تعالى قبل الزواج، فنكاحكما صحيح. وإذا لم تتبتا قبل العقد، فالأحوط تجديد العقد. نسأل الله تعالى أن يصلح حالكما ويتقبل توبتكما.


الفقيه أبو محمد

17997 وبلاگ نوشته ها

نظرات