لقد وقعت في خطأ كبير عندما قبلت العمولات المشبوهة أثناء عملك كمستشار قانوني في دولة خليجية. لقد اختلطت تلك الأموال بالأموال الحلال لديك، مما جعل الأمر أكثر تعقيدا. لكن خبرتك الحمد الله هي أنك تبنت، وهذه الخطوة الأولى نحو التوبة النصوح. إليك كيفية التعامل مع وضعك الحالي:

أولا، يجب إعادة الأموال للمالك الأصلي لها. هذا شرط أساسي للتوبة. رغم أنك تركت البلاد، هناك طرق عديدة لتحقيق ذلك:

1. **البحث والتذكر**: حاول قدر الإمكان تذكر جميع الأشخاص الذين حصلت منهم على تلك الأموال بشكل خاطيء. ربما تستطيع العودة للوثائق القديمة أو التواصل مع زملائك السابقين للحصول على مزيد من المعلومات.

2. **التقدير التقريبي**: إذا كنت غير قادر على تحديد الكمية بدقة بسبب الاختلاط، اعتمد على تقدير تقريبي بناءً على أفضل تخمين لك. دائما احسب بالمبالغ الأعلى واحذر عدم نقصان أي جزء من حقوق الآخرين.

3. **العثور عليهم**: إذا عرفتهم, اطلب المساعدة من الآخرين لإعادة الأموال لهم مباشرة. أما لو كانوا مجهولي الهوية، ادفع هذه الأموال عبر جمعيات خيرية تعمل تحت مظلة شرعية معروفة باسم "الأمانات". بهذه الطريقة ستكون قد أديت دور الوسيط بين الرب وتلك النفوس المحتاجة لهذه الأموال.

4. **تفويض المسؤولية**: إذا لم يكن بوسعك العثور على أصحابه الأصلية للأموال بسبب الموت أو غيره من الأسباب، لا تفقد الأمل. وجه تلك الأموال إلى أولياء الأمور في حالة وفاة المالكين أو صرفها لصالح الجمعيات الخيرية المناسبة والتي ترى أنها الأكثر احتياجا لتلك الأموال حسب رؤيتك الشخصية الصحيحة.

5. **الدعاء والاستغفار**: منذ اللحظة التي تأكدت فيها من نيتك للتغيير نحو الأفضل، بدأ قلبك بالتطهير بالفعل. حافظ على الاستمرارية بهذا الطريق بالإلحاح في الدعاء والاستغفار باستمرار.

أتمنى لك الرحمة والمعونة الإلهية خلال هذه الفترة الحرجة من حياتك. تذكّر بأن باب الرحمن مفتوح دائمًا لكل من يرغب في التحسين والاستقامة.