• صاحب المنشور: سناء بن عاشور
  
  ملخص النقاش:
  ### توازن القوة بين الولايات المتحدة والصين: دراسة للأثر الاقتصادي والسياسي العالمي

مع تزايد قوة الصين اقتصاديًا وعسكريًا على مدى العقود الأخيرة، فإن علاقتها مع الولايات المتحدة أصبحت محور اهتمام دولي رئيسي. هذا التنافس المتعدد الجوانب - الذي يتضمن التجارة الحرة، الأمن الدولي، التكنولوجيا، والصراع الثقافي - له تأثيرات هائلة ليس فقط على البلدين ولكن أيضًا على النظام العالمي الأكبر. إن تحليل هذه العلاقة يظهر كيف يمكن لهذه الدولتين العملاقتين التأثير على السلام والاستقرار العالميين بطرق معقدة ومتشابكة.

من الناحية الاقتصادية، تعتبر كل من الولايات المتحدة والصين شريك تجاري مهم للآخر؛ حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية أكثر من 761 مليار دولار أمريكي عام 2021 حسب مكتب الإحصاء الأمريكي. إلا أنهما شهدتا خلافات حادة بشأن السياسات التجارية وقضايا الملكية الفكرية. ففي ظل إدارة الرئيس ترامب، فرضت واشنطن رسوم جمركية كبيرة على السلع الصينية بقيمة عشرات مليارات الدولارات رداً على ادعاءاتها بأن بكين تمارس تقنيات غير عادلة للمنافسة مثل سرقة التكنولوجيا وتقييد الوصول إلى السوق للمنتجات الأمريكية. وفي المقابل، فرضت الحكومة المركزية في الصين إجراءات مضادة لاستهداف المنتجات الزراعية وغيرها التي تصدرها أمريكا.

وفي حين تشكل العلاقات الاقتصادية جزءا أساسياً من هذا التوتر، فإن المسائل السياسية والعسكرية تلعب دوراً متزايد الأهمية أيضا. فقد أدى توسيع الصين لوجودها البحري والدفاعي في بحر الصين الجنوبي ومحيطها إلى مخاوف لدى العديد من الدول الأخرى بالإضافة إلى الولايات المتحدة حول نوايا بكين الطموحة وقدراتها العسكرية المتنامية. كما برز الخلاف الدبلوماسي حول التعامل مع هونج كونج والتبت والقضية الإنسانية في منطقة شينجيانغ باعتبارها مواضيع مثيرة للجدل داخل المجتمع الدولي.

بالإضافة لذلك، يعد سباق التسلح التكنولوجي أحد المواضيع الرئيسية ذات الصلة بهذا السياق الاستراتيجي الجديد للعلاقات بين الجانبين الكبار عالمياً. تسعى كل دولة للحفاظ على تفوقها التقني والابتكار في مجالات مختلفة تتضمن الذكاء الاصطناعي والشبكات عالية السرعة وجيل الخامس للهواتف المحمولة وأنظمة الدفاع الفضائي والأرضية تحت الماء والسطحية والجوية. وهذه المعركة العلمية تؤكد حرص كلا البلدَين لتحقيق الريادة العالمية وبالتالي تهدد بتصعيد الوضع العام نحو عدم استقرار أكبر إذا لم يتم حل الخلافات بطريقة رشيدة وتحفظ المنطق الراقي لتبادل الآراء والحوار البناء.

ومن الضروري النظر بعناية لأبعاد ديناميكية القوى الجديدة هذه لفهم تأثيرها المحتمل عبر الشبكة الدولية للدول الأعضاء ومنظماتها المختلفة والتي قد تحتاج لإعادة تعريف دورها تجاه أبرز مكونات نظام الحكم الحديث وإدارة الشأن الخارجي لتلك البلدان وفق مقاييس جديدة قائمة على فهم عميق لما يجري ضمن نطاق العولمة الواسع لعالمنا اليوم حيث اصبح لكل حدث وقع كبير مداه وانعكاساته بعيدا عن مكان مصدره الأصلي وذلك بسبب شبكة