- صاحب المنشور: هدى القرشي
ملخص النقاش:في عالم يزدهر فيه الحوار والتعبير عن الرأي بحرية أكبر من أي وقت مضى، يبرز تساؤل حاسم حول مدى توافق هذه الحرية مع المسؤوليات المجتمعية. إن حرية التعبير هي حق أساسي ضمن حقوق الإنسان كما أكدتها العديد من اللوائح الدولية والإقليمية. ولكن هذا الحق ليس مطلقًا؛ بل إنه يأتي مصحوبا بالتزامات وأمانات لضمان عدم استخدامه كأداة لترويج الكراهية أو العنف أو التحريض على الأذى.
من ناحية أخرى، تشكل المسئولية الاجتماعية جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية والدينية للعديد من الشعوب حول العالم. الإسلام مثلاً يؤكد على دور الأفراد الجماعي تجاه بعضهم البعض وتجاه مجتمعهم الأكبر. لذلك فإن الخطوط التي تفصل بين استخدام وسائل التواصل الحديثة للتواصل الإيجابي وبين الانخراط في خطاب قد يدفع نحو الفتنة تحتاج إلى رسم واضح ومفصل.
العمل على تحقيق توازن متناغم بين هاتين القيمتين يمكن تحقيقه عبر عدة طرق منها تعزيز التعليم الذي يعطي الأولوية للفهم المتعمق للقضايا الأخلاقية والقانونية المرتبطة بالإعلام الحديث، بالإضافة إلى تشجيع الوعي الذاتي لدى المستخدمين بأن يصطحبوا دائماً ضميرهم أثناء مشاركتهم لأفكارهم وآرائهم العامة.
وفي نهاية المطاف، يهدف البحث عن هذا التوازن إلى خلق بيئة رقمية أكثر سلاماً واحتراماً حيث يتمتع الجميع بحقوق كاملة، وفي نفس الوقت يحافظ كل فرد على واجباته نحو الآخرين والمجتمع ككل.