التحديات والتداعيات الاقتصادية لوباء كوفيد19 على الأسواق الناشئة: تحليل العوامل المؤثرة والآثار المستقبلية المحتملة

مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً، واجهت الأسواق الناشئة تحديات اقتصادية كبيرة أثرت تأثيراً مباشراً على نموها واستقرارها. هذه التحديات تشمل انخفاض ا

  • صاحب المنشور: وهبي البلغيتي

    ملخص النقاش:

    مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً، واجهت الأسواق الناشئة تحديات اقتصادية كبيرة أثرت تأثيراً مباشراً على نموها واستقرارها. هذه التحديات تشمل انخفاض الطلب العالمي، اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، وتراجع الثقة الاستثمارية. ويتناول هذا التحليل تأثير الجائحة على مختلف القطاعات الحيوية في الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى الآثار طويلة الأجل لهذه الأزمة.

أولاً، أدى تقلص النشاط التجاري العالمي بسبب إجراءات الحظر والإغلاق التي فرضتها الحكومات للحد من انتشار الفيروس إلى خفض كبير في الواردات والاستهلاك المحلي في البلدان النامية. حيث تعتمد العديد من هذه الدول بشكل كبير على صادرات السلع الأولية والمواد الخام لدعم عائداتها المالية. بالتالي، فإن الانخفاض المفاجئ في الطلب الخارجي كان له وقع شديد خاصة تلك المتعلقة بالمنتجات غير الضرورية مثل الملابس والأجهزة الإلكترونية وغيرها مما سبب خسائر فادحة للمصدرين والشركات العاملة بمجال التصنيع الخفيف. كما أدى ذلك أيضاً لتباطؤ معدلات النمو الصناعي الذي يعد محركا رئيسيا للاقتصادات الناشئة.

اضطرابات سلسلة الإنتاج

كما ترك وباء كورونا بصماته الواضحة فيما يتعلق بسلاسل الإمداد الخاصة بالأسواق الناشئة. فعلى سبيل المثال اليابان وكوريا الجنوبيتان وهما من أكبر مصدري السيارات حول العالم تغيرتا بنسب عالية نظرًا لتوقف عمليات التشغيل مؤقتًا لدى الشركات المصنعة الرئيسية داخل الصين والتي تعد موردا أساسيا لمكوناتها. ومن الأمثلة الأخرى ما حدث لصناعة الأغذية؛ إذ توقفت شحنات البيض والدواجن المجمدة القادمة من أمريكا اللاتينية وأوروبا نحو الشرق الأوسط نتيجة لأحداث مشابهة كانت قد جرت خلال موسم الزراعة هناك وقد استمرت مستويات مخزون السلعة عند مستوى أقل بكثير مقارنة بالسنة المنصرمة. وعلى الرغم من كون معظم المنتجين الرئيسيين غائبين جغرافياً إلا أنه ليس بوسعهم تجنب التأثر بتلك الفوضى المرتبطة بالموانئ التجارية.

تأثيرات بعيدة المدى

وعلاوة على المشكلات قصيرة المدى للأزمات السابقة الذكر فقد خلقت حالة عدم اليقين بشأن فرص السوق الدولية خلال السنوات المقبلة. وكان لهذا الجانب الخاص بإعادة تنظيم العلاقات التجارية آثار عميقة خصوصًا عندما يتعلق الأمر باستراتيجيات الحكومة ومستثمريها الأفراد سواء كانوا محليين أو دوليين. وفي ظل المنافسة المتزايدة بين القوى الاقتصادية الكبرى وصعود قضايا البعد الجيوبوليتيكي يمكن اعتبار الأوقات الحرجة كتلك التي نعيشها اليوم كفرصة لإعادة هيكلة الهياكل المؤسسية للحكومات مع مراعاة الاحتفاظ بركائز سيادة الدولة .

وفي نهاية المطاف ، ستعمل التدابير الحكومية والنظام الدولي الجديد - والذي يظهر فيه دور رأس المال الإنساني والقابل للتطبيق أكثر أهمية –على تحديد كيفية تعافي الأسواق الناشئة مجدداً بعد انتهاء ذروةhelyenyásag(COVID-19).


مرزوق المجدوب

9 بلاگ پوسٹس

تبصرے