- صاحب المنشور: وليد بن القاضي
ملخص النقاش:
أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين في عصرنا الحالي. وعلى الرغم من الفوائد المحتملة مثل تعزيز المهارات الاجتماعية والتعليمية والتحفيز الذهني، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن تأثيراتها السلبية على صحتهم النفسية وعاداتهم اليومية. هذه المقالة تهدف إلى استكشاف هذا الموضوع بتعمّق وتقديم نظرة شاملة للتأثيرات المتنوعة لهذه الألعاب.
الزيادة العالمية في استخدام الألعاب الإلكترونية بين الشباب
وفقاً لتقرير حديث صادر عن الاتحاد الدولي للألعاب (IFGE)، فإن أكثر من مليار شخص حول العالم يلعبون ألعاب الفيديو باستمرار، مع نسبة كبيرة منهم هم من فئة الشباب تحت سن الـ18 عاماً. هذا الانتشار الكبير يشير إلى الحاجة الملحة لفهم التأثيرات القائمة خلف الشاشة.
الجانب الإيجابي: التعليم والتفاعل الاجتماعي
يمكن للألعاب الإلكترونية أن توفر بيئات تعلم غامرة وممتعة حيث يمكن للشباب تطوير مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار واتقان اللغات بالإضافة إلى ذلك، بعض الألعاب تشجع التعاون عبر الإنترنت مما يعزز التواصل الاجتماعي بين اللاعبين من مختلف الثقافات والأماكن الجغرافية المختلفة. كما أنها قد تكون وسيلة فعالة لاستعادة الطاقة بعد يوم طويل ومتوتر، وقد تساهم في تقليل مستويات التوتر عند الاستخدام المعتدل.
الآثار السلبية: الاعتماد والإدمان
بالرغم من الفوائد المعلنة، يواجه العديد من لاعبي الألعاب الإلكترونية مشاكل تتعلق بالإدمان. يمكن أن تؤدي جلسات اللعب الطويلة إلى قلة النوم وضعف الوظائف الحركية واضطراب النظام الغذائي. أيضاً، يمكن أن يؤثر إدمان الألعاب سلبياً على العلاقات الشخصية والعاطفية نظرًا لأن الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات قد ينتقص من وقت التفاعلات الواقعية.
الصحّة العقليّة: تأثير محتمل على الحالة الانفعالية
تُظهر الدراسات الحديثة وجود رابط محتمل بين لعب الألعاب العنيفة وبين زيادة العنف لدى البعض. بينما يُنظر عموماً إلى هذه الظاهرة بحذر وتحديداً فيما يتعلق بالأحداث الأكثر خطورة كالانتحار أو إيذاء النفس، فإن أي تغيير كبير في الوضع النفسي يستوجب الانتباه إليه. كذلك الأمر بالنسبة للاعبي الألعاب الذين يعانون بالفعل من اضطرابات نفسية قائمة؛ فقد وجدت الدراسات أنه حتى لو كانت تلك الألعاب غير عنيفة بطبيعتها، فإن لها دور سلبي محتمل فيما يتعلق بسوء الحالة الصحية العامة للفرد المصاب أصلاً باضطرابات عقلية.
المقارنة والدعم الأسري
يكمن الحل الأمثل هنا بالدعم المنزلي الصحي للأولاد أثناء اختياراتهم وقراراتهم الرقمية. ينبغي التشجيع المستمر للحفاظ على توازن أسلوب الحياة الصحي الكامل والذي يشمل الرياضة والنوم الكافي والتغذية السليمة والاسترخاء بعيدا عن شاشة الحاسوب. إضافة لهذا، يجب الحرص دائما على مراقبة مستوى مشاركة الطفل/الشخص البالغ في عالم الألعاب الإلكترونية وضبط مدة اللعب وإدارتها بشكل صحيح ومنع الوصول غير المحسوب إليها.
وفي النهاية، تبقى الألعاب الإلكترونية واحدة من أدوات الترفيه التقنية التي أثبت نجاحها سابقاً وفي حاضرنا أيضا ولكنها تحتاج لإدارة ذكية كي تحافظ على قدرتها على تقديم تجارب محفزة وآمنة للقائمين بها.