#سرد
منضمة ال [kkk] كو كلوكس كلان - مئة وخمسون عامًا من الإرهاب..???.
السرد طويل إذا مشغول فضلها وأرجعلها بعدين . https://t.co/x2PzVU18h4
1_تزخَر الأفلام الأمريكية دراميَّةً كانت أم وثائقية، بمشاهدَ لمجموعات من الرجال يرتدون أثوابًا بيضاء وأقنعةً كالقبَّعات مرتفعةً مدبَّبة تغطِّي الرأسَ والوجه إلا العينين، ويحملون صُلبانًا محترقة، ويعيثون في حيٍّ ما، غالبًا ما يكون موطنًا للسود؛ حرقًا للبيوت وقتلًا للرجال والنساء والأطفال، وتدميرًا للممتلكات، ثم يغادرون المكانَ وقد بات قاعًا صَفصفًا. تلك ليست مشاهدَ دراميةً أو وثائقية فحسب، ولكنها جزءٌ حقيقي من ممارسات أقدم جماعة إرهابية في عالمنا المعاصر. إنها جماعة (Ku Klux Klan) كو كلوكس كلان، أو ما يُعرف اختصارًا بـ (KKK).
2_جذور الجماعة
استمدَّت جماعة (KKK) اسمَها من اللفظة اليونانية (kuklos) التي تعني الدائرة، ومن اللفظة الإنجليزية (Klan) التي تعني العشيرة، وأسسها ستةُ ضبَّاط سابقين في الجيش الكونفدرالي الأمريكي بين ديسمبر 1865م وأغسطس 1866م لمعارضة تحرير السُّود عقب الحرب الأهلية الأمريكية. ومارست الجماعةُ أعمال عنف وإرهاب كثيرة كالحرق العمد، والضرب، وتدمير الممتلكات، والقتل، والاغتصاب، وجلد السُّود وأفراد قوات الجيش الاتحادي الذي عدُّوه جيشَ احتلال عقب انتصاره في الحرب الأهلية، ما دفع الرئيسَ الأمريكي أوليسيس غرانت إلى تدمير الجماعة تمامًا في عملية الحقوق المدنية عام 1871م.
3_وكان اجتثاث الجماعة أمنيًّا فقط لا فكريًّا، ولذلك لم تلبث أن عادت أشدَّ قوة. ففي عام 1915م أحيا العقيدُ ويليام جوزيف سيمون الجماعةَ في جبال ستون بولاية جورجيا. وكان التأسيسُ الثاني للجماعة أكثر إتقانًا، إذ أصبحت منظمةً رسمية، تتألف من عضوية رسمية ذات بنية قومية، ولها فروعٌ محلِّية في أرجاء الولايات المتحدة. وأرسل سيمون أكثرَ من ألف محامٍ لتجنيد أعضاء للجماعة. ولم تمضِ عشر سنوات حتى بلغت المنظمة الإرهابية أوجَ قوتها، إذ ضمَّت قُرابة %15 من العدد الإجماليِّ الرسمي لسكَّان الولايات المتحدة، أي أكثر من أربعة ملايين عضو.
4_كانت الظروف الاجتماعية في أوائل عشرينيات القرن الماضي مناسبةً لحملة عضوية (KKK)، ولا سيَّما في الولايات الجنوبية، حيث انتقل ثلثُ السكَّان إلى الحضَر بعد أن كانوا في الريف، وأنتج التحضُّر كثيرًا من التغيُّرات ولا سيَّما انتشار الجريمة، التي أزعجت كثيرين من أهالي الريف المحافظين. وأنتجَت مدن النفط المزدهرة الرذائلَ كالدعارة والمقامرة، التي ساءت المتدينين، الذين استهدفتهم المنظمة في تأسيسها الثاني.