أخي الكريم، لقد طرحت تساؤلاً هاماً يتعلق بحالة خاصة تواجهك كطالب سابق للتخصص الطبي. لقد اشتريت كتب تشريحية للجسم البشري خلال فترة دراستك الأولى، والتي تحتوي على صور لعورات البشر بما في ذلك النساء، مما جعلك تتردد في بيع هذه الكتب لاحقاً.
الحكم الشرعي واضح في هذا الشأن: لا يوجد مانع شرعي لديك من مبادلة هذه الكتب بكتب أخرى متعلقة بتخصصك الحالي، أو حتى بيعها للأشخاص الذين يدرسون الطب. فالرسوم الموجودة داخل الكتب تعتبر تابعة وليس مقصودة بذاتها أثناء عملية البيع والشراء. وفقاً للمذهب الحنبلي والمالكية، فإن "التتابُع" -أي كون الشيء تابعاً لآخر- يؤدي غالبا لإباحة ما كان محظورا لولا ذلك.
وقد أكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى بأن هذه النوعية من الكتب يمكن اعتبارها مباحة للاستخدام والاستبدال بناءً على الظروف الخاصة لها. ومع ذلك، يجب التأكد دائماً من عدم وجود قصد شرعي خاطئ عند أي طرف سواء المشتري أو البائع. لذلك، تأكد دوماً من مخاطبتها لمجموعات درستية ذات علاقة بالموضوع بشكل طبيعي ومناسب.
وفي حين يتم الترخيص باستخدام الرسوم التعليمية المرتبطة بالطب، إلا إنه ينصح بالإقلال منها والإكتفاء فقط بالأجزاء الضرورية والتي تُستخدم للحصول على المعرفة العلمية اللازمة.
ختاماً، أنت حرٌ فيما تقرر فعله بشأن كتابتك. لكن تذكر دائمًا أهمية تطبيق أحكام الدين الإسلامي عند اتخاذ قرارات الحياة اليومية مهما بدت صغيرة وغير مهمة.
