- صاحب المنشور: رباب الحمودي
ملخص النقاش:
في ظل التغيرات الجوية المتزايدة التي تشهدها مناطق العالم المختلفة، يواجه العالم العربي تحديات كبيرة نتيجة لتغير المناخ. هذا الظاهرة ليست مجرد حدث بعيد، بل هي واقع حقيقي يؤثر بشدة على حياة الناس والاقتصاد والبيئة في المنطقة. يتضمن التأثير زيادة درجات الحرارة، وتواتر الأحداث الجوية المتطرفة مثل العواصف الصحراوية والجفاف، مما يعرض الزراعة والموارد المائية للخطر الكبير.
على الرغم من المساهمة المنخفضة نسبياً لمصادر الانبعاثات العربية مقارنة بالبلدان الأخرى حول العالم، إلا أن الدول العربية معرضة بشكل غير متناسب للأضرار المرتبطة بتغير المناخ بسبب طبيعتها البيئية والحساسية الطبيعية لها. تعاني العديد من البلدان العربية، خاصة تلك الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى، من نقص المياه وبنية تحتية ضعيفة وغير قادرة عادة على التعامل مع الاضطرابات الناجمة عن الطقس القاسي.
التأثيرات الاقتصادية واضحة أيضًا؛ فالزراعة - وهي العمود الفقري للاقتصاد المحلي لكثير من الدول العربية – مهددة بشدة بالتغيرات المناخية. فالأمطار الغزيرة أو الجدباء غير المنتظمة يمكن أن تؤدي إلى خسائر هائلة في المحاصيل الغذائية الأساسية، الأمر الذي قد يقود إلى ارتفاع كبير في تكاليف المعيشة وانعدام الأمن الغذائي. بالإضافة لذلك فإن السياحة، إحدى القطاعات الرئيسية للدخل في بعض الدول العربية، تتضرر أيضا من خلال الحد من فرص زيارة المواقع التاريخية والثقافية الشهيرة بسبب الأمراض المعدية والأوبئة الأكثر انتشارا نتيجة للحرارة الشديدة والتلوث الهوائي.
ومن جهة أخرى هناك تأثيرات بيئية طويلة المدى. إذ يمكن للتوسع العمراني والسكاني أن يساهم في فقدان الأنواع النباتية والحيوانية الفريدة الموجودة أصلا داخل المنطقة. كما أنه قد يؤدي كذلك لإزالة الغابات والاستنزاف المستمر للمياه الجوفية. إن هذه الاستراتيجيات الاستغلالية لموارد الأرض تزيد من تفاقم مشاكل تغير المناخ وتضعف قدرة النظام البيئي على مقاومته.
لتجنب المزيد من الضرر المحتمل ويحقيق مستقبل أكثر استدامة وصموداً أمام تغيرات المناخ، ينبغي اتخاذ إجراءات استراتيجية وعاجلة على عدة مستويات مختلفة. ويتعين على الحكومات العربية تطوير خطط وطنية شاملة ومتكاملة تتناول كل جوانب مواجهة المخاطر الناجمة عن تغيرات المناخ كزيادة كفاءة الطاقة واستخدام مصادر طاقة نظيفة وتعزيز تقنيات تخزين المياه وإدارة موارد المياة بكفاءة أكبر فضلاً عن بذل جهد اكبر لحماية الثروات الحيوانية والنباتية. وفي الوقت نفسه يلزم التحرك العالمي نحو اتفاقيات دولية اقوى وأكثر فعالية لتحقيق هدف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بنسبة 100% بحلول العام 2050 وفقًا لما ورد باتفاق باريس. وعلى المجتمع الدولي دعم الدول العربية مالياً وفنياً وتمكينهم من الحصول عل التقنيات الجديدة الحديثة ذات الكفاءة العالية الرخيصة والتي تساهم بخفض نسبة الانبعاثات الغازية أثناء عملية توليد الكهرباء والصناعة وغيرها الكثير...كما يشكل التعليم والتوعيه العامة جانب حيوي للغاية حيث يساعد نشر ثقافة احترام حقوق البيئه والمسؤوليه تجاه خلق عالم أفضل للأجيال القادمه بإعطائهم الوسائل اللازمة للإستجابة لهذه التحديات بطريقة ايجابيه وايجابيه . إنها مسؤوليتنا جميعاً العمل سوياً الآن قبل فوات الآوان لصنع تغيير حقيقي وملموس ضد خطر تهدد حياتنا بكل دقة وهو "تغير المناخ".