• صاحب المنشور: أنيسة الطرابلسي
  
  ملخص النقاش:
  في عالم اليوم المتسارع التطور التكنولوجي، يقف الذكاء الاصطناعي (AI) كأحد أكثر التقنيات تأثيراً. يتوقع الخبراء أن يؤثر هذا التحول الرقمي الكبير بشكل كبير على سوق العمل خلال العقود القادمة. بينما يستعد العديد من الناس لهذا الانتقال، هناك جدل مستمر حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل فرصة عظيمة أو تهديدا خطيرا لفرص العمل البشرية.

من جهة، يُعتبر الذكاء الاصطناعي مصدرًا رئيسيًا للابتكار والإنتاجية. مع القدرة على أداء المهام الروتينية والمملة بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مما يمكن للموظفين البشر القيام به، يمكن للأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحرير الوقت الذي يقضيه العاملين البشريين لإعطائهم الفرصة لاستخدام مهاراتهم الإبداعية وحل المشكلات والتعاون - جوانب الوظائف التي يصعب تلقينها للآلات. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض المجالات مثل الصحة والعناية الطبية قد تستفيد بشدة من تطبيق الذكاء الاصطناعي لتوفير خدمات أفضل وأكثر دقة.

على الجانب الآخر، تشير المخاوف إلى أنه قد يتم استبدال عدد كبير من الوظائف بأجهزة ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي. فقد أفادت دراسة حديثة أجرتها شركة "ماكينزي آند كومباني" بأن نحو 800 مليون وظيفة حول العالم ستكون معرضة لخطر الاضمحلال بحلول عام 2030 بسبب الأتمتة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وهذا الأمر ليس مجرد خطر محتمل بل أصبح واقعا بالفعل بالنسبة لأصحاب الأعمال الصغيرة الذين ربما لا يستطيعون تحمل تكلفة تطوير وتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.

بالإضافة لذلك، يأتي دور التأهيل والتدريب للعاملين المعرضين للتغيرات الحديثة المرتبطة بالتقدم التكنولوجي، حيث يحتاج البعض إلى إعادة التدريب المهني لمواكبة هذه التحولات الجديدة. وبالتالي، ينبع جزء مهم من الجدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل من كيفية الاستعداد لهذه التحولات المستقبلية.

وفي نهاية المطاف، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيغير شكل سوق العمل بطرق عميقة ومهمة. ولكن سواء كانت تلك التغييرات تعتبر فرصة أم تهديدا تعتمد إلى حد كبير على قدرة الأفراد والشركات على التعلم والتكيف والاستثمار في القدرات اللازمة للاستفادة القصوى من الفوائد المحتملة للدعم الذكي الآلي.

الوسوم الأساسية المستخدمة:

,