الحمد لله، لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية طريقة محددة لعد التسبيح بالأصابع، مما يترك مجالاً للتنوع في هذه العبادة. ومع ذلك، هناك تفسيرات محتملة مستمدة من أقوال العلماء.
يقول ابن علان رحمه الله: "يحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل أو بجملة الأصابع". ويوضح أن العقد بالمفاصل يمكن أن يكون بوضع الإبهام على مفصل كل ذكر، بينما العقد بالأصابع يمكن أن يكون بعقدها ثم فتحها. وفي شرح المشكاة، يذكر أن العقد هنا بما يتعارفه الناس.
ومن حيث الأفضلية، يرى بعض العلماء أن العد باليد اليمنى أفضل، بينما يرى آخرون أن العد باليدين معاً جائز. يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "السنَّة: العد بالأصابع، بالخمسة الأصابع، تطبيقاً وفتحاً حتى يكمِّل ثلاثاً وثلاثين، فيكون باليمنى أفضل، وإن سبَّح بالثنتين: فلا حرج".
أما الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فيرى أن السنَّة تكون بالعقد بالإصبع كله، لأن "اعقدن بالأنامل" معروف عند العرب بأنهم لا يعقدون بكل أنملة وحدها، وإنما يعقدون بالإصبع كله.
وبالتالي، يمكن للمسلم أن يعد الأذكار بأي طريقة يتعارف عليها الناس طالما أنها لا تخالف السنة النبوية. والله أعلم.
