في ظل ظهور العديد من الفصائل الفكرية والشيع المتنوعة، برزت "الطائفية البرويزية"، وهي مجموعة تتبع أفكار "غلام أحمد برويز". تُعد هذه الطائفة حديث النشوء بالنسبة للحركات الدينية التاريخية الأخرى، مما يشكل تحدياً خاصاً عند التعامل معها. تتمثل إحدى أهم خصائصهم في التفسيرات غير التقليدية للقرآن الكريم؛ حيث يحرفون المعاني الأصلية لآيات معينة تتعلق بالإنجازات والمعجزات الخاصة بالنبيين -عليهم السلام-. إن تجاهلهم لمعجزة الولادة الخالية من الزواج للمسيح ابن مريم وزعم عدم ذكر النزول الثاني في النص القرآني يعدان انحيازان واضحان عن العقيدة الإسلامية الموحدة.
هذه الأفكار الانحرافيّة ليست محصورة في جانب واحد فقط؛ فرغم ادعاء اعتمادهم الكامل على الكتاب المقدّس (أي القرآن)، فإنهم يرفضون الأعتماد بشكل كامل على الحديث النبوي الشريف، كما يسقطون اعتبارا لأحداث مثل قيامة المهدي وخروج المسيح الدجال وغيرهما من العلامات المرتبطة بيوم القيامة حسب معتقد سلف الأمة. بالإضافة إلى ذلك، فقد ابتدعوا تفسيرات جديدة ومختلفة لما قد يبدو أمورا بديهية لدى جمهور المسلمين كالصلاة والإقرار بالقضاء والإرادة الإلاهية.
بالنظر إلى طبيعة الإشكالات المطروحة حول عقائد تلك الطائفة، يمكن تصنيف مهمتنا هنا ضمن مجال الدعوات الغير إسلاميين للإعتناق الإسلام حقاً. أما فيما يتعلق بتلك القيادة الروحية لهذه الجمعية وما يسمى بمؤسسوها، فتظهر الواضحة بأن أغلب الأشخاص الذين يتمتعون بإمكانية التأثير مؤمنون تمام اليقين بانحصار طريق الحق وأنه خارج الصفوف الدائرين حاليًا تحت رايتها. ومع ذلك، يجب التنبيه بأنه رغم كون أولئك الرجال متمكنيين علميا، إلّا إنه ليس هناك أي ضرورة لاستنزاف الوقت والجهد وجهودهم طالما هدفنا يكمن أساسا بكشف زيف واستنتاجاته المغلوطة عوض التركيز على استمالة نفسية داخل المجتمع نفسه.
أما الجانب الآخر وهو الأكثر احتمالا للتأثر بالتغييرات والتبدلات الذهنية، فهو الجمهور العام الذي حضر منذ ولادته ولم يكن له دور فعال خلال مرحلة تشكيل وجهات نظره الذاتية للأمور. وهؤلاء هم الضالعون بالفعل بحاجة لمراجعة مضامين القرآن المجيد والسنة المطهرة لفهم أحكام توجب اتباع الرسول صلوات الله عليه وتعظيم السنة النبوية . عليهم الوقوف عند الآيتين العزيزتين التالية: 'وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا' [الحشر:٧] ,' واتقوا الله إن الله شديد العقاب'. وبعد ترسيم هويتهم كمسلمين وفق منهج أسلاف المؤمنين الأصلاء، سيصبح بوسع الجميع اكتشاف مدى خطورة تأثير نخبةٍ علماء أكفاء بارعين بتقديم الفتاوى اللازمة لكل فرد متعلق بهذه الثغر المنكرة مدعية.
وفي النهاية، تنصح المقالة الراغبين بزيارة مواقع نفوذ دينوية مشابهة ببناء قاعدة معلومات واسعة ودقيقة قبل المواجهة للحصول على أفضل نتائج ممكنة سواء كانت ذات دوافع شرعية صادقة او تبشيريه مفتوحة امام العامة والمقلدين المحتملين لاحقا