الملح، ذاك العنصر البسيط الذي يعد جزءا أساسيا من نظام غذائنا، له قصة قديمة ومثيرة للدهشة حول كيفية نشأته واستخلاصه. يُعتبر استخراج الملح عملية دقيقة ومتنوعة تعتمد على نوع المصدر.
استخلاص الملح من بحار العالم:
في تقنية الاستخراج التقليدية، يستغل الإنسان الطبيعة الأم نفسها لإنتاج ملح الطعام عالي الجودة. تبدأ العملية عندما تخضع كميات هائلة من المياه المالحة لبخار الشمس، وهي ظاهرة معروفة باسم "التسخين الفوتوفيزم". تُعبئ هذه المياه في برك تبخير طويلة تمتد لأميال، تسمى أحياناً بـ "مسارات أرضية"، والتي تقوم بدورها بفصـل المركبات المعدنية الأخرى عن الماء تدريجيًا. أثناء حركة المياه عبر هذه البرك المتتابعة، يحدث ترسيب للمواد غير المرغوب فيها مثل بعض المعادن الثمينة والكالسيوم والكربونات بينما يبقى الملح سائل حتى الوصول إلى مرحلة التركيز القصوى حيث يتخذ الشكل الصلب النهائي. يمكن لهذه العملية المكثفة التي تستمر عدة أشهر إنتاج ما يقارب 95%-98% من ملح طعام خالص.
لمحات تاريخية عن وجود الملح في باطن الأرض:
بالنظر إلى الماضي الجيولوجي للأرض، نرى كيف تشكلت ترسبات الملح الهائلة فوق سطح الكوكب بفعل مرور الوقت. عندما تسحب الرياح والمياه البحرويه نحو الداخل، تترك خلفها مخلفاتها الغنية بالمغذيات بما فيها بلورات الملح الدقيقة. ومع مرور الزمن وتحولات جيولوجية مختلفة، يتم تحوير تلك الرواسب تحت تأثير الضغط والحرارة المجمعتين مما يعطي رؤية لمراحل تشكل مكامن عميقة تحتوي على رواسب مالحة عملاقة تعرف بالقباب الملحيّة.
أساليب تعدين الملح الأرضي:
لتسخير الرواسب المكتشفة حديثًا، طور البشر العديد من الطرق المتخصصة للحصول على هذا النبع القيم. أول هذه الأساليب هي طريقة "تعدين غرفة الأعمدة": هنا يتم إنشاء شبكات معقدة بمجرد اختراق الطبقة الملحية؛ فعن طريق قطع دعائم شاهقة -أي الأعمدة- ويُترك مساحة فارغة خلفيتها تعمل كغرفة مستقبلة للتقطيعات المستقبلية. أما الثانية فهي عبارة عن حل ذكي يسمى "تعدين الحلول": حيث يعمل نظام البئر الآلي بإدخال الماء العذب ضمن أنبوب داخلي محاط بشريط خارجي أكبر بكثير وذلك لغرض إذابة محتوى البئر الملحي المقابل وبالتالي تصبح قادراً على جمعsolution saline قابل للاستخدام. بمجرد الانتهاء من الإنزال والاسترجاع المنتظمة للسوائل المشكلة، تتم إعادة توجيهه لاحقا نحو منطقة التجفيف المحتسبة خصيصا حيث يخضع لسلسلة عمليات متابعة تنتهى بنزع أي بقاياه السائلة وإطلاق نتاج نهائي وهو المنتج الجديد -ملح المنطقة-.
بهذه الأفعال العلمية الهندسية اليومية أصبح بوسع الجميع شراء منتوج مصقول صحي وطبيعي ينعم به مجتمع الإنسانية الآن ويتمتع بخدماته الصحية والاستهلاكية المنتشرة عالميًا بلا حدود!