في عالم اليوم سريع الخطى الذي يواجه تحديًا كبيرًا وهو تغير المناخ والأثر البيئي للطاقة التقليدية، تبرز حاجتنا الملحة لاستكشاف بدائل أكثر استدامة. تلعب مصادر الطاقة المتجددة دورًا حيويًا في هذه الرحلة نحو مستقبل نظيف وآمن. الفرق الرئيسي بين الطاقة المتجددة ونظيرتها غير المتجددة يكمن في قدرتهما على تجديد نفسها بشكل طبيعي وكميتها التي يمكن أن تتوافر بسهولة مع مرور الوقت. غالبًا ما يتم تصنيف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والوقود الحيوي ضمن فئة "الطاقة النظيفة"، وهي جميعها مصطلحات تشير إلى موارد لا تنضب ويمكن إعادة استخدامها.
تتميز طاقة الشمس بأنها مصدر متزايد الشهرة ومعروف بكفاءتها في الكثير من المناطق حول العالم. تعتمد تقنيات تحويل الضوء الشمسي إلى كهرباء (الفوتوفولتائيك) وكذا تركيزات الحرارة الشمسية بدرجة كبيرة على الطبيعة القابلة للتجديد لهذا المصدر. رغم أنها تتطلب مساحة واسعة لتوليد كميات كبيرة من الكهرباء، إلا أنه أصبح بالإمكان الآن تطوير وحدات شمسية ذكية وجديدة ذات كفاءة أكبر وتكاليف أقل. بالإضافة لذلك، فإن عملية بناء المحطات الشمسية توفر فرص عمل كثيرة وتعزز الاقتصاد الوطني للمجتمع المحلي.
ومن جهة أخرى، تعد طاقة الرياح مثالية للاستخدام في مناطق البريّة المفتوحة والمحيط العميق. تعمل توربينات رياح عملاقة حالياً في العديد من البلدان الأوروبية وخارج أوروبا أيضاً وقد أثبتت فعاليتها في تخفيض الانبعاثات الضارة. إن تكلفة إنتاج الطاقة المتحصلة منها قد انخفضت بصورة ملحوظة مما جعل إقبال المستثمرين عليها قوياً خاصة وأن مدى صلاحيتها طويلة المدى ويقدر بعشرين عاماً حتى ثلاثون سنة عادة. علاوة على ذلك، تساهم كذلك في انتاج بيئات ساحلية جذّابة للسياحة البحرية بسبب جماليته الخاصة وبسبب الرفيق الصامت لهواء نقي وصافي.
وعلى صعيد آخر، تستخدم الطاقة الكهرومائية المياه المتحركة لإنتاج الكهرباء بطريقة فعالة للغاية. تتميز تلك الطريقة بسعر ثابت ومستقر نسبياً لأن المخزون المائي يبقى موجودا بغض النظر عن التأثيرات الجوية الموسمية. ولكن يجب الانتباه هنا بأنه عند القيام بإقامة مشاريع جديدة لهذه التكنولوجيا فقد يؤدي ذلك –على الرغم من كون نسبة قليلة جدا– إلى تغيير تضاريس الأرض بما فيها تدمير بعض الأحياء البرية والنباتات محليا بالإضافة لانقطاع شبكات نقل مياه المنطقة المعنية لفترة زمنيه مؤقتة أثناء مرحلة التنفيذ فقط وليس فيما بعد التشغيل المنتظم لها لاحقاََ .
وفي الأخير يأتي الحديث حول الوقود الحيوي كتطور حديث نسبيّا بالنظر لما سبقه ذكرُه أعلاه ولكنه يشكل خيارا هاما يستحق الدراسة والتطبيق العملي أيضا. تمثل المواد النباتية أساسRaw Material لصناعة أنواع مختلفة منه مثل الإيثانول من الذرة والسكر وقصب السكر وكذلك الديزل الحيوي المستخرج من الزيت النباتي وزيت بذور الخروع وغيرهما. وإن كان الأمر يحتاج لمزيدٍ من البحث العلمي بشأن استدامته وحسن تدبير استخدامه فتلك مجالات خصبة لبحث وتطوير بحوث مستقبلية محتملة بإذن الله تعالى .
بشكل عام ، فإن التحول العالمي نحو الاعتماد الأكبر على مصادر الطاقة البديلة بات أمرا ضروريًا للغاية ليس فقط لحماية الكوكب بل لتحقيق رفاه البشر أيضًا حيث ستصبح المجتمعات الإنسانية أقل عرضة لأزمات الأمن الغذائي والإمدادات النفط العالمية المحتملة والتي تؤرق الدول الغربية والدول الناشئة alike بالتساوي لأسباب عدة معروفة جيدا لدى مختصي مجال السياسات العامة الدولية المرتبط بجوانبه السياسية والعسكرية والاقتصادية كافة بلا شك !
