لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج عبدها أو تمارس معه علاقة حميمة بأي شكل من الأشكال، وذلك بناءً على إجماع علماء الإسلام عبر التاريخ. وهذا يشمل حتى إذا كانت تمتلك كامل سلطة التصرف فيه وتحت سلطتها الكاملة. وفقاً لما جاء في "المغني" لابن قدامة، فإن الجمع بين السيد والسيدة يعد أمرًا ممنوعاً ومحرماً، حيث يقول أبو الزبير عن عمر بن الخطاب أنه هدد امرأة بالحجر بسبب محاولتها زواج نفسها بعبدها. ويؤكد القاضي القرطبي كذلك على اتفاق جميع الفقهاء حول حرمة مثل هذه العلاقات.
وقد أكدت فتاوى العلماء المعاصرين بما في ذلك مفتي المملكة العربية السعودية السابق، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وأيضا المفتي السابق للسعودية أيضاً، الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهما الله- على عدم مشروعية هذا النوع من العلاقات بين الآمر والمرؤوس تحت مظلة الملكية الشخصية لأسباب عدة منها الاحترام المتبادل والتوازن الاجتماعي داخل المجتمع.
ومن المهم التذكير هنا بأن النص القرآني الذي يستند إليه البعض للدفاع عن تلك الممارسة ("إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ") يأتي ضمن سياق مختلف تماماً ويتعلق بالعلاقات الزوجية الشرعية فقط وليس بالمعاملات التجارية أو الاجتماعية كما يحدث في حالة الاسترقاق القديمة والتي تحظرها الشريعة الإسلامية الحديثة منذ عصر الخلفاء الراشدين. لذلك، يجب الأخذ بالإرشادات الدينية والدينية بشكل صحيح لتجنب الوقوع في الشبهات والموانع القانونية والأخلاقية.