نعم، يستحب وضوء الميت قبل غسله، باتفاق المذاهب الأربعة من غير إيجاب. هذا ما يدل عليه حديث أم عطية رضي الله عنها، حيث قالت: "قال النبي صلى الله عليه وسلم لها في غسل ابنته: (ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها)". هذا الحديث يشير إلى أهمية البدء بغسل مواضع الوضوء عند غسل الميت.
ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات في الوضوء. لا يتم المضمضة والاستنشاق في حالة الميت، بل يتم اكتفاء بالمسح بخرقة مبلولة بالماء. وذلك لأن إدخال الماء في فم الميت أو أنفه قد يؤدي إلى وصوله إلى جوفه، مما يعتبر مثلة، كما أن خروجه من أكفانه أمر غير مؤكد.
لذلك، عند وضوء الميت، ينوي الغاسل وضوءه للصلاة، ثم يشرع في الوضوء دون إدخال الماء في فمه أو أنفه. بدلاً من ذلك، يمكن وضع الماء على شفتيه باستخدام إصبعين مبلولين، ومسح الأسنان والأنف حتى تنظيفهما.
وبعد الانتهاء من الوضوء، يقوم الغاسل بتغسيل الميت، بدءًا برأسه ولحيته باستخدام رغوة السدر أو ما يقوم مقامه من المنظفات. ثم يصب الماء على سائر جسده، بداية بشقّه الأيمن من الأمام، ثم يده اليمنى، وهكذا حتى يغسل جميع أجزاء الجسم.
في النهاية، يستحب أن يكون عدد الغسلات ثلاثًا، كل غسلة بالماء والسدر أو ما يقوم مقامه. وفي الغسلة الأخيرة، يضاف الكافور أو غيره من الطيب إن أمكن ذلك. إذا رأى الغاسل حاجة إلى زيادة عدد الغسلات، يمكنه فعل ذلك حتى خمسًا أو سبعًا، مع مراعاة عدم قطعها إلا على وتر.
والله أعلم بالصواب.