• صاحب المنشور: مخلص بن جلون
  
  ملخص النقاش:
  

  تُعدّ قضية تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية موضوعا حيويا ومثيراً للجدل في العالم العربي. مع تزايد اعتماد الشركات والمؤسسات لهذا التقنية المتطورة، فإن العديد من الخبراء يخشون خسارة ملايين الوظائف التقليدية لصالح الروبوتات والأجهزة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. إلا أنه يوجد أيضا وجه آخر لهذه القصة؛ فمن المحتمل أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى خلق فرص عمل جديدة ومتنوعة لم يكن لها وجود من قبل.

في الجانب السلبي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدل وظائف متكررة أو روتينية مثل تلك الموجودة في مجالات التصنيع والبيع بالتجزئة والخدمات المالية. حيث يتم تصميم نماذج التعلم الآلي لإنجاز هذه الأعمال بكفاءة أكبر وبسرعة أعلى مقارنة بالإنسان. هذا قد يؤدي إلى فقدان عدد كبير من الأشخاص لوظائفهم وقد يشكل تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة خاصة في المناطق ذات مستويات الدخل المنخفض.

فرص النمو والتطور

وعلى الرغم من المخاطر الواضحة، هناك احتمالية هائلة لخلق فرص عمل غير تقليدية نتيجة للتقدم التكنولوجي. على سبيل المثال، مطورو البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مهندسو البيانات الضخمة، محللو البيانات المتخصصين في big data analysis، جميعها مهن مطلوبة بشدة بسبب الحاجة المستمرة لتدريب وتحديث الأنظمة العاملة بالذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات الداخلية للشركة مما يتيح التركيز أكثر على الخدمات الاستراتيجية والإدارية العليا.

ولكن للحفاظ على توازن مناسب بين الإنسان والآلة، ينبغي علينا إعادة النظر في سياسات التعليم المهني والبرامج التدريبية. إن تحويل الأفراد نحو مهن تتطلب خبرة بشرية فريدة كالابتكار الإبداعي والعواطف الإنسانية والمعرفة الشخصية ستكون خطوة ضرورية للتعامل مع التحولات المستقبلية لسوق العمل العربية.

وفي النهاية، لن يكون الأمر مجرد حالة خيار ثنائي -إما نحن وإما الروبوتات-. بل سيكون حول كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة كأداة تعزز القدرات الإنسانية وليس كمهدد مباشر لها. وهذا يعني الاستثمار الجاد في تطوير المواهب البشرية واستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مدروسة تستفيد منه المجتمع بأكمله بشكل فعال ومنصف.