عند وفاة شخص في حادث سيارة أدى إلى تمزق جسده، فإن التعامل مع جثمانه يتطلب مراعاة عدة عوامل. وفقًا للإرشادات الشرعية، إذا كان من الممكن جمع الأعضاء المتناثرة معًا، فيجب غسل الجثمان بالكامل، حيث أن غسل الميت واجب شرعي. ومع ذلك، إذا كان الغسل غير ممكن بسبب التمزق الشديد، فيجب غسل ما يمكن غسله من الجسد، ويُيمم لباقي الأعضاء.
يُشير هذا إلى أن التيمم، وهو مسح الوجه واليدين بالتراب، يُعتبر بديلاً عن الغسل في حالات العجز عن الماء أو التضرر منه. هذا الحكم مستمد من قول الله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" (التغابن: 16). كما أكد العلماء مثل النووي وابن قدامة وابن باز وابن عثيمين على هذا الحكم، مشددين على أن التيمم واجب في مثل هذه الحالات.
في حالة العثور على طفل ميت في نهر جار، حيث يكون الجسم متهتكًا ولا يمكن غسله بالطريقة المعتادة، يُسمح بدفن الطفل دون غسل، مع تيممه بدلاً من ذلك. هذا يعني أن الحي يضرب التراب بيديه ويمسح بهما وجه الميت وكفيه قبل الكفن والصلاة عليه والدفن.
بهذا، نجد أن الشرع الإسلامي يوفر إرشادات واضحة للتعامل مع حالات وفاة معقدة مثل هذه، مع مراعاة الظروف الفريدة لكل حالة.