في مسألة استخدام المواد الغذائية مثل النشا في تنظيف وتجميل الجسم بشكل خاص في مناطق معينة، يوجد وجهتا نظر ضمن الفقه الإسلامي. الوجهة الأولى تعتبر ذلك جائزا طالما لم يكن هناك ضرر ولا تبذير. ومع ذلك، فإن الرأي الأكثر اعتقادا بين علماء المالكيّة والحَنَبلِيَّة هو الكراهية لاستخدام الطعام في التنظيف، خاصة تلك التي يُستهلك منها كميات كبيرة كمصدر غذائي أساسي.
يشدد الفقهاء كالشيخ ابن تيمية على أن هذا النوع من الاستخدام قد يؤدي إلى اختلاط الطعام بالأوساخ والأتربة مما يعد أمرا مكروهاً. بالإضافة لذلك, فقد ذهب البعض الى اعتبار انه نوع من الإسراف الذي يشجع عليه إبليس حسب الحديث النبوي. ومع ذلك, عندما تستوجب الحاجة الأمر, ربما يتم تجاوز هذا التحريم بسبب الظروف القصوى.
لذلك, بينما ليس ممنوعاً بمطلق الأحكام الشرعية, إلا أنه ينصح بتجنب الاعتماد الكلي على المنتجات الغذائية للتطهير والتنظيف نظراً لما يتوفر من بدائل أخرى متاحة ومتاحة بكثرة وهي أقل عرضة للتلوث والإهدار. وفي حالات الضرورة فقط, حيث لا يوجد أي حل بديل مناسب, حينذاك فقط قد يُسمح باستخدام مواد غذائية كتلك المذكورة بناءً على حاجتك الملحة لها دون تضييع أو إسراف فيها.
والله تعالى اعلم بحكمته وقضاءه.