- صاحب المنشور: ساجدة بن ناصر
ملخص النقاش:
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، ولكن تأثيرها الأعمق قد يقع خلف الكواليس - وهو كيفية تشكيل الرأي العام. هذا التحول الكبير يتعلق بكيفية تفاعل الأفراد مع المعلومات وكيف يمكن لهذه المنصات الرقمية التأثير بطرق غير متوقعة على العقل الجماعي للمجتمع.
في السنوات الأخيرة, شهدنا تغيرات مهمة في الطريقة التي يتم بها تقديم الأخبار وتبادلها بين الناس. الابتعاد التدريجي عن القنوات الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والصحف نحو الإنترنت والمنصات الاجتماعية أدى إلى زيادة كبيرة في الوصول إلى المحتوى والتواصل الفردي والمجموعي. هذه القدرة الجديدة على مشاركة الآراء والمعرفة بسرعة وبشكل واسع جعلت وسائل التواصل الاجتماعي قوة مؤثرة في تشكيل وجهات النظر السياسية.
أولاً, توفر هذه الوسائل مساحة لأصوات لم تكن لها مكان سابقاً ضمن الدوائر الإعلام الرئيسية. سواء كانت قصص فردية أو تحليلات سياسية مستندة على البيانات, فإن منصة كل شخص الآن هي صوتها الخاص. وهذا يعزز الديمقراطية من خلال تمكين الأصوات الأكثر ضعفاً لإسماع نفسها. لكن الجانب السلبي لهذا الأمر هو أنه أيضا يسمح للنظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة بالانتشار بسهولة مما يؤدي إلى تضليل الجمهور.
ثانياً, تعمل خوارزميات المواقع مثل فيسبوك وتويتر على تعزيز "فقاعات المعلومات" حيث يشاهد المستخدمون فقط تلك الأشياء التي تتوافق مع اهتماماتهم الحالية وأرائهم الشخصية. وهذا يقود إلى تفاقم الانقسام السياسي ويعيق الحوار البناء الذي يعتمد على التعرض لوجهات نظر مختلفة.
وأخيراً, هناك عامل آخر وهو حملات الشيطنة المستهدفة والتي تستغل نقاط الضعف النفسية للإنسان لتوجيه عواطفه بعيداً عن الموضوعات ذات الصلة باتجاه الآخر المختلف سياسيا. ويمكن القيام بذلك باستخدام الرسوم المتحركة أو الفيديوهات القصيرة أو حتى الصور ذات الاتهامات الصريحة وغير الصحيحة.
إن فهم تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الرأي العام أمر حاسم إذا كنا نهدف إلى خلق مجتمع أكثر تفهماً وتعاطفاً حول الخلافات السياسية. إنها ليست مجرد قضية تقنية بل قضية اجتماعية عميقة تحتاج إلى حلول شاملة تشمل التعليم, السياسات العامة وممارسات أفضل عبر الإنترنت.