هذه الفتوى تبحث في أصالة مجموعة من الأحاديث الشريفة التي يُستدل بها على وجود أدعية محددة تُقال عند نهاية الصلاة. بعد مراجعة شاملة للإسناد والمعرفة التاريخية، يمكن تلخيص النتيجة بأن جميع تلك الأحاديث ليست ذات سند صحيح.
الأول منها، الذي رواه عبد العزيز بن عبد الرحمن -وهو راوي مشكوك فيه حسب العديد من علماء الحديث مثل الإمام أحمد وابن حبان- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ليس موثوقا. أما الحديث الثاني فهو ضعيف أيضًا، حيث أنه يوجد انقطاع واضح في الترجمة إلى جانب ضعف أحد رواته وفقًا لما أكده عدد كبير من الأئمة.
الثالث، والذي يحتمل وقوعه خلال فترة اضطهاد خاصة للمسلمين، ليس جزءًا من السنة الدينية المستمرة كما ورد في "تصحيح الدعاء" لشيخ بكر أبو زيد رحمه الله. بينما الرابع، رغم سماحه داخل المسجد، فهو أيضا ضعيف بناءً على آراء علماء الحديث الأوائل والأحدث.
في النهاية، حتى لو افترضنا صحة البعض منها، فهي ربما تكون متعلقة بأحداث خاصة وليس جزءا من التعاليم الدينية المنتظمة. لهذا السبب، يجب عدم اعتمادها كأساس لدعاء بعد الصلاة. يجب دائماً الاعتماد على الأدلة الثابتة والسنة المطهرة عند البحث عن تعليمات الدين الإسلامي.