الدليل القاطع على تكليم الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم

في القرآن الكريم، يؤكد الله تعالى أنه قادر على التحدث مباشرة مع رسله، سواء بشكل مباشر أو عبر وساطة. يقول الحق سبحانه وتعالى: "وما كان لبشر أن يكلمه ال

في القرآن الكريم، يؤكد الله تعالى أنه قادر على التحدث مباشرة مع رسله، سواء بشكل مباشر أو عبر وساطة. يقول الحق سبحانه وتعالى: "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليّ حكيم" (الشورى: 51). إن هذه الآية تعترف بأن هناك حالات نادرة يكون فيها الاتصال المباشر ممكناً بين الخالق والمخلوق.

من بين الرسل الذين تميزوا بالتواصل المباشر مع رب العالمين، يأتي النبي موسى عليه السلام، حيث ذكر القرآن الكريم ذلك في عدة مواضع مثل آيات: "وكلم الله موسى تكليماً" (النساء: 164)، و "ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه" (الأعراف: 143)، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، فقد أكرم الله آدم عليه السلام أيضًا بهذا الفضل حسب ما ورد في الأحاديث النبوية.

وفيما يتعلق بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الأدلة تؤيد فرضية تحدث الله معه مباشرة خلال رحلة المعراج الشهيرة. حيث نقل لنا النبي نفسه قصته مع النبي موسى أثناء زيارته لسدرة المنتهى: "فقلت: فبم أمرت؟ فقال: خمسين صلاة يومياً... ثم رجعت إلى موسى فأخبرته.. حتى قال لي ارجع إلى ربك فاسأله تخفيفاً لأمتك..." رواه البخاري ومسلم. هنا، يعترف الحافظ ابن حجر بأنه واحد من أهم الأدلة على كلام الرب جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم تلك الليلة المباركة.

وقد خصص موسى عليه السلام بدلالة خاصة بسبب ظروف تكريمه بالحديث المباشر مع الله؛ إذ حدث ذلك بينما كان على الأرض بأرضيته الطبيعية غير الروحية. خلافا للت kalam الموجه للنبي آدم والذي دار أثناء وجوده بالسماء قبل نزوله للأرض، ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة للنبي محمد الذي صعد بجسد روحاني كامل نحو السماء أثناء الرحلة المقدسة. لذلك يمكن اعتبار اختيار موسى لتلك المكانة الخاصة مدعاة للإعجاب والفخر له ولكن أيضا تشريف للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بمكانته السامية التي تفوق درجات جميع السابقين من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات