تخرجت من كلية الطب وأصبحت طبيباً بالرغم من رسوبي في النهائي!! ..
نعم هذه حقيقة وليست دعابة، فقد حدث ذلك بالفعل، ولست الطبيب الوحيد الذي حصل على بكالوريوس الطب وهو راسب!!
في الحقيقة لم تنجح سوى طبيبة واحدة من أصل 26 طالباً من هذه الدفعة.
يتبع... https://t.co/NRhY6FzM49
أتذكر في السنة النهائية بكلية الطب، وبينما نحن الطلبة في مرور جماعي على حالات الأطفال بمستشفي الأطفال الجامعي وقد طلب الأستاذ من أحد الطلاب مناظرة حالة طفل بصحبة أمه الريفية الفقيرة، ولكي يستجيب الطفل للفحص من قبل الطالب، أعطاه قطعة شوكولاته بالبندق كانت في جيبه للفطور...
وما أن خطفها الطفل بلهفة، راح يتلذذ بأكل الشوكولاته و"يتف" البندق ظناً منه أنه "بذر" !!
أثار هذا المشهد عاصفة من ضحك الطلاب والأستاذ، وصاح البعض معلقا (هههههه فاكرها بذر) وكنت أنا أيضاً ممن ضحكوا على هذا المشهد، ولم لا؟
وهو مشهد يجعل المترفين من أمثالنا يتعجبون من الفقر "المضحك".
إلا طالبة واحدة ..
كانت تقف بجواري، لم تضحك، وامتلأت عيناها بالدموع، ومسحتها، وانزوت بعيدا لتنهمر في بكاء مكتوم، ولا زلت اراقبها حتى انصرفت وهي تخفي وجهها بيديها..
الآن، وبعد كل هذه السنوات، لا أزال أتذكر هذا المشهد، ولكن المتغير الذي أصابني هو قراءتي الجديدة للمشهد التي سبقتني إليها زميلتي قبل 36 عام ولا زلت أتذكر اسمها وهي الوحيدة التي تخرجت كـ"طبيبة" لأنها نجحت فيما رسب فيه الآخرون-وأنا منهم- وهو قراءة أعراض الفقر لأنه بالفعل "إصابة"