الحمد لله، يمكن قراءة القرآن كاملاً في يوم واحد، ولكن هذا لا يعني أنه مستحب أو مفضل. وفقًا للحديث النبوي الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث". هذا يعني أن القراءة السريعة قد لا تسمح بفهم كامل ومعرفة عميقة لمعاني القرآن.
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، ولهذا فإن قراءته هي عبادة جليلة في الإسلام. وقد وعد الله تعالى القارئ بالثواب الجزيل في الدنيا والآخرة، ومن ذلك أنه يكون له هدى وشفاء، وأن له بكل حرف عشر حسنات، وأن القرآن يكون له شفيعاً يوم القيامة، وغير ذلك من الثواب والأجور.
ومع ذلك، فإن الصحابة الأجلاء والتابعين الفضلاء ومن تبعهم من سلف هذه الأمة كانوا يحرصون على قراءة كتاب ربهم تبارك تعالى، ويجعلون لأنفسهم ورداً منه كل يوم. ومع حرصهم على قراءة كتاب ربهم فقد التزموا القدْر الذي لا يتجاوزون به الشرع، ولا يقعون بسببه في مخالفة للهدي النبوي.
كان الأكثر على ختم القرآن كل سبعة أيام، ومن وجد قوة فلا يختم في أقل من ثلاث، إلا في أحوال معينة يأتي ذِكرها. وقد التزم أكثر السلف الختم على سبع اتباعاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص.
ومع عدم فقه من قرأ في أقل من ثلاث فإنه لا يستفيد - كذلك - معاني سامية عالية يستفيدها من قرأ القرآن بتدبر وطمأنينة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : قراءة القرآن على الوجه المأمور به : تورث القلب الإيمان العظيم ، وتزيده يقينا وطمأنينة وشفاء .
في الختام، يمكن قراءة القرآن كاملاً في يوم واحد، ولكن هذا لا يعني أنه مستحب أو مفضل. القراءة السريعة قد لا تسمح بفهم كامل ومعرفة عميقة لمعاني القرآن. من الأفضل أن نختم القرآن في ثلاث أيام أو أكثر، مع تدبر وتفكر في معانيه.
