- صاحب المنشور: عبد المعين الريفي
ملخص النقاش:
في العصر الحديث الذي يشهد طفرة تكنولوجية غير مسبوقة، أصبح الشباب العرب جزءاً كبيراً من هذا العالم الافتراضي. بينما توفر الإنترنت والوسائل الحديثة فرص تعليم وتواصل فريدة، إلا أنها قد تترتب عليها عواقب صحية نفسية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بحذر شديد. سنتناول هنا بعض هذه الآثار وتداعياتها المحتملة.
الفوائد المحتملة للتكنولوجيا:
- التعلم الذاتي: يوفر الإنترنت موارد تعليمية واسعة ومتنوعة للأجيال الشابة، مما يعزز قدرتهم على البحث والاستكشاف بنشاط أكبر.
- تبادل الثقافات والأفكار: يمكن للمستخدمين التواصل عبر المسافات الطويلة والتفاعل مع أفراد مختلفين ثقافيًا وجغرافيًا، مما يساعد في توسيع آفاقهم المعرفية والثقافية.
- الدعم النفسي: هناك مواقع ومنصات رقمية تقدم خدمات الاستشارة والدعم النفسي، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة خلال فترات الضغط الاجتماعي الكبير أو العزلة.
التحديات الناجمة عن استخدام التكنولوجيا:
1. الاعتماد الزائد والمبالغة في الاستخدام:
يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام أجهزة الهاتف المحمول وأنظمة التشغيل إلى مشاكل مثل "متلازمة موبايل" - وهي حالة من القلق الانفعالي نتيجة الانقطاع المفاجئ عن الاتصال بالشبكة أو الجهاز نفسه. بالإضافة لذلك، فإن ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر يمكن أن تساهم في الشعور بالإرهاق والإجهاد البصري والصداع وغيرها من الأمراض المرتبطة بالنظام العصبي المركزي والعضلات والعظام بسبب وضع الجسم السلبي أثناء الجلوس لفترة مطولة.
2. التأثيرات الاجتماعية والنفسية:
إن وجود وسائل الإعلام الرقمية كجزء رئيسي من حياة الإنسان اليوم أدى لظهور ظاهرة تسمى "الانطواء الرقمي"، حيث يقضي الأفراد وقتا أكثر خلف الشاشة مقارنة بتفاعلهم وجهًا لوجه مع الآخرين؛ وهذا يحرمهم فرصة بناء العلاقات الشخصية الحقيقية مما يؤثر سلبيا على تقدير الذات والشعور بالترابط المجتمعي العام وبالتالي زيادة احتمالات الاكتئاب واضطرابات القلق المختلفة.
3. فجوة بين الواقع والخيال:
مع انتشار الصور المؤثرة التي تعتمد تقنية التصوير عالية الدقة وخوارزميات تحرير صور متقدمة للغاية، قد يتغير تصور الشخص لذاته وللعالم الخارجي بشكل كبير بطريقة غير واقعية وقد تؤدي لتكوين مفاهيم خاطئة حول المثالية المادية والسعي لتحقيق معايير جمالية بعيدة المنال والتي غالبًا ستكون مصطنعة وليست حقيقة ثابتة ولا قابلة للتحقيق عمليًا .
لتخطي هذه العقوبات وتحسين الحالة الصحية العامة لهذه المنطقة السكانية المستهدفة ، ينصح باتباع نهج شامل وقائي :
* التعليم الصحي: توفير دورات تدريبية للآباء والمعلمين حول أهمية مراقبة الوقت الذي يقضيه الأطفال والشبان أمام الشاشات الإلكترونية وكيفية تحديد حدود صحية لاستخدامهما بأمان واستخدام فعال وفي الوقت ذاته تشجع المهارات الأخرى خارج نطاق التقنيات المتاحة حديثا .
* تنظيم الحياة المنزلية والعادات اليومية بإدخال نشاطات أخرى متنوعة وممارسة الرياضة وتمارين تخفيف التوتر المدربة خصيصا لحماية الأعصاب والمفاصل وتعزيز نظام المناعة الطبيعية جسدياً وعقليا .
* الجلسات العلاجية المنتظمة تحت اشراف متخصص نفسي مدرب جيدا لمساعدة الأشخاص الذين يشعرون بثقل عبئ الوحدة وفقدان القدرة على التحكم بموجهات حياتهم الخاصة وذلك لإعادة تركيز اهتمامهم نحو مجالات مختلفة سواء أكانت شخصية أم عملانية تساعد في تحقيق توازن أفضل داخل البيئات الحضرية المزدحمة حاليًا عالميًا وعلى مدى السنوات المقبلة كذلك .