بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الإجتماعية
(٢٠ فبراير)
"لا يعيش الإنسان بالخبز وحده"، هذه مقولة يسوعية يستشهد بها كثيرون عندما يجدون الطعام ولا يجدون الحرية، لكن مقابل ذلك يقول أنصار العدالة الإجتماعية: "لا يمكن أن يعيش الإنسان بالورد وحده" - + https://t.co/kR9PlDTkqZ
والورد هنا كناية عن الحرية - وتبعاً لذلك يصحُّ القول أن ثورات الشعوب على امتداد التاريخ كانت ثورات جياع بشرط أن يتسع معنى الجوع كي يتجاوز الخبز إلى الورد، أي إلى الحرية والسلام والعدالة وكل مطلوبات الوجود الكريم. +
واحد من مهام الفترة الإنتقالية التي حددتها الوثيقة الدستورية هو أن تقوم الدولة "بدورٍ فاعل في الرعاية الإجتماعية وتحقيق التنمية الإجتماعية من خلال السعي لتوفير الصحة والتعليم والسكن والضمان الإجتماعي" .. والعدالة الاجتماعية ترتبط ارتباطاً وثيقا بتمتع الإنسان بحقوقه، +
في الحرية والسلام والعدالة، وهي أساس تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع.
وحقيقة الأمر أن الخبز والورد ليسا عدوين أو خيارين متناقضين يجب إقصاء أحدهما لمصلحة الآخر، بل هما توأمان إذا كانت هناك حياة سوية وغير محاصرة بشروط جائرة. +
وتلك هي جدلية الضرورة والحرية، وإذا كان الإنسان الجائع الباحث عن الغذاء "يرى القمرَ رغيفاً مُلْقَىً على قارعةِ السماء ومستعصماً بالبعد عنه"، فإنّ ذات الإنسان يحتاج لما يغذيه غير الرغيف، لأنّ له عقلاً يجوع للمعرفة وروحاً تشتهيها ونفساً تأبى القيد والظلم وتظمأُ للحرية والعدالة. +