- صاحب المنشور: عاشق العلم
ملخص النقاش:
بمضي الزمن وتغير الأنظمة السياسية والاقتصادية والثقافية على مستوى العالم، تواجه الجاليات المسلمة العديد من التحديات الفريدة والمقلقة. هذه القضية ليست جديدة؛ فهي تعكس تاريخًا طويلًا من الاختلاط والتفاعل بين الحضارات المختلفة. لكن مع تسارع وتيرة العولمة والحراك الاجتماعي السريع الذي نشهده اليوم، أصبح فهم واستيعاب لهذه الظاهرة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
### 1. هجرة المسلمين وانتشارهم العالمي
تشكل ظاهرة الهجرة تحديًا هائلاً للمجتمعات المسلمة حول العالم. حيث تنتشر هذه المجتمعات خارج حدود الدول التي تشكل جزءاً أصيلاً منها تاريخياً، مما يؤدي إلى فقدان الشعور بالانتماء المحلي وغربة ثقافية كبيرة لدى الكثيرين. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يُنظر إلى هؤلاء المغتربين كأغراب أو غرباء في دول الاستقبال الجديدة لديهم، وهو أمر قد يعزز مشاعر الوحدة والإقصاء لدى أفراد تلك الجاليات.
وتعد أوروبا وجهة رئيسية للهجرة بالنسبة للأفراد ذوي الخلفية الإسلامية، خاصة بعد العقود الأخيرة من الاضطرابات والصراعات في الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من آسيا وإفريقيا. وقد أدت موجة اللجوء الكبيرة خلال السنوات الأخيرة إلى زيادة عدد السكان المسلم هناك بشكل ملحوظ. وعلى الرغم من وجود فرص اقتصادية وتعليمية محتملة، إلا أنه كثيرًا ما تخيم مشاعر عدم الثقة والحذر تجاه الإسلاميين بسبب تصرفات أقلية صغيرة من المتطرفين الذين ارتكبوا أعمالا إرهابية تحت راية الدين. وهذا يشكل عقبة أمام اندماج هذه المجتمعات بشكل كامل داخل مجتمعاتها المستقبلة ويعيق تحقيق السلام الدائم والتسامح الحقيقي.
### 2. تأثير الإعلام والمعارف الشائعة
تلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام بشأن قضايا مثل الهجرة والتعصب ضد الأقليات الدينية. ففي بعض الحالات، يمكن استخدام الأخبار لإثارة الخوف وعدم اليقين، وبالتالي خلق بيئة متوترة وغير مرحبة بالأجانب عموما وبالمسلمين خصوصا. كما يساهم نقص المعلومات الصحيحة حول الإسلام والسلوك المعتدل لمعظم أعضاء الجالية المسلمة بدفع الصورة العامة نحو التصوير السلبي لهم جميعاً بطريقة خاطئة ومبالغ فيها أحيانًا .
### 3. الدفاع عن الحقوق والحفاظ عليها
عندما يتعلق الأمر بحماية حقوق الإنسان الأساسية لكل فرد بغض النظر عن خلفيته أو انتمائه الديني ، فإن الوضع مختلف تمام الاختلاف حيث يتمتع الأفراد غير المسلمين بحرية أكبر للتعبير عن معتقداتهم علانية بدون خوف من الانتقام بينما تظل الحرية ذاتها مقيدة بشدة عند الحديث عن مسائل متعلقة بالإسلام. فعلى سبيل المثال، قد تفرض قوانين مكافحة التحريض تجريم التحدث علنا ضد ديانات معينة رغم ضرورة حرية الخطاب والنقد البناء أيضًا ولكن بوسائل حضارية مبتكرة بعيدا عن التجريح والكراهية العنصرية الضارة بكل مؤسسات الدولة الحديثة المدنية والعصرية المتحررة روحانيا وفكريا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا أيضا....
إن مواجهة هذه التحديات تتطلب جهوداً مشتركة ومتكاملة تضم حكومات وشرائح مختلفة ضمن المجتمع المدني فضلاًعن المؤسسة الدينية نفسها والتي ينبغي لها مواكبة عصور التغيير الحالي عبر تبني نهج علماني حديث يسمو فوق كل الاعتبارات الذاتية ضيقة النطاق لصالح مصالح البشرity جمعيا ومن منطلق أخلاقيات دين شامل يحترم الله ويحب الناس ويكرم الانسان حق قدره كخليفة له على أرضه وفق شرع سماوي كريم سامٍ وعظيم القدر! إن التعايش السلمي والاحترام المتبادلين هما مفتاح بناء مستقبل أفضل لنا ولأجيال قادمة تستحق حياة كريمة آمنة مطمئنة دينياً واجتماعياً وسياسياً واق
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات