في حين يُعتقد عمومًا أن الإنس لا يستطيع رؤية الجن على صورتهم الأصلية، هناك استثناءات محددة وردت بها الأدلة الدينية. وفقًا للمصادر الإسلامية، لم يتم التأكد من كيفية ظهور الجن بشكل أساسي، مما يعني أن وصف شكلهم الحقيقي غير معروف. ومع ذلك، فقد ثبت علميًا أن الجن لديهم القدرة على التحول والتغيير في الشكل ليبدو كالإنس أو الحيوانات. وهذا مستمد من العديد من النصوص القرآنية مثل الآية "إنه يراكم هو وقبيلته من حيث لا ترونهم" (الأعراف: 27) والتي توضح قدرة الجن على مراقبة البشر بدون اكتراثهم.
كما تبين لنا الأحاديث النبوية صفات أخرى لهذه القدرة. فعلى سبيل المثال، روى أبو سعيد الخدري رضى الله عنه حديثًا يقول فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بشأن وجود جن مسلمين في المدينة: "ومن رأى شيئا من هذه العوامر فلْيُؤذنْه ثلاث مرات فإن بادر فهو شيطان". هنا يشير مصطلح 'العوامر' للحياة والثعابين داخل المنازل. بالإضافة لهذا، لدينا أمثلة تاريخية حول كيف ظهر أحد الجن لدى الصحابي الجليل أبي هريرة وكان يدعي الفقير المحتاج. حتى أن البعض ادعى مشاهدة الجن بتشكلهم الذي ولدوا به؛ كما حدث عندما صور الشيطان نفسه على صورة سراقة بن مالك أثناء توجه المسلمين لبدر.
ويشدد علماء الدين أيضًا على خاصية مهمة تتمثل في قدرة الشياطين على الظهور بأشكال مختلفة ومن ضمنها اللون الأسود وذلك بسبب ارتباط هذا اللون بالقوة الحرارية والقوة الشيطانية حسب تعبير الشيخ ابن تيمية. خلاصة الأمر، رغم عدم القدرة العامة لرؤية الجن بطبيعتهم الخاصة، أثبت التاريخ والنصوص الإسلامية وجود حالات ظاهرة لهم سواء عبر تجسيم بشري او حيواني. إن فهم طبيعة العلاقات بين العالمين الإنساني والجني جزء أساسي من المعرفة الدينية.