اكتشفت مؤخرًا أن زوجتك مصابة بنوبات صرع، وهي حالة لم تكن معروفة لك سابقًا. قد تشعر بالارتباك بشأن الخطوات التالية التي يجب اتخاذها بناءً على أحكام الشريعة الإسلامية. إليك شرحًا مبسطًا لتوضيح الموقف الحالي وحقوقك القانونية والدينية:
وفقًا للشريعة الإسلامية، يعد الصرع إحدى الأعراض المرضية والنفسية التي تؤثر سلبًا على الحياة الزوجية الطبيعية. وبالتالي، فهو يعتبر "عيباً"، وهو ما يعني وجود حق للمخطئ في طلب الانفصال ("الخيار") بموجب القوانين الدينية. ومع ذلك، هناك عدة عوامل مهمة تحتاج إلى النظر فيها قبل اتخاذ القرار النهائي:
1. **قدرة العلاج**: إذا كان بإمكان علاج الصرع بشكل فعال والتخلص تماماً من آثار هذه الحالة، فإن الحق في الطلاق ليس متاحًا لأن المشكلة لن تتكرر مستقبلاً. ولكن، إذا أثبتت الدراسات والأطباء عدم إمكانية الشفاء التام، فقد يكون لديك حق أكبر في اختيار طريقك.
2. **علامات الرضا**: إذا رضيت أنت شخصيًا بتلك الظروف وظروف حياتك الجديدة رغم معرفتك بالأمر، أو شعرت برضا ضمنياً من خلال التصرفات اليومية بينكما، فلن يتم اعتبار حالتك كطرف مخادع وستكون ملزم بحالتك الراهنة بلا حق للطلاق.
3. **مسؤولية المخادلة**: عندما تُخبىء طرف ثالث معلومات عن حالة صحية خطيرة مثل الصرع، فهذا يُعد خداعاً ويجب مساءلة الشخص المسؤول عن الكشف عنه للعلاج المناسب. تحتفظ أنت أيضًا بحق مطالبة الطرف المقصر برد مقدار مهر الدخول مقابل حقوقها المتاحة قانونياً طبقا للتقاليد الاجتماعية والمعاملات التجارية القديمة المعتمدة عند العرب آن ذاك والتي تسري حتى يومنا هذا باعتبارها جزءًا أصيلاً من القوانين المدنية.
والآن دعونا نتحدث عن وجهتنا المفضّلة كمستشار شرعي: ينصح بشدة باتباع نهج المحافظة على رابطة الزواج قدر الإمكان والإلحاح بالسعي لعلاجه ومرافقتها أثناء عملية التعافي تجاه المصيبة المحتملة للأوقات الحرجة؛ حيث يشكل الصبر والثبات أمام مواجهة تحديات الحياة وقدرهما عائق كبير بالنسبة للإسلام وأنهما مهمان للحصول عل الثواب الأخروي المرتبط بالإنسانية والدعم الروحي اللازم لهذا النوع الخاص من المواقف.
وفي نهاية المطاف، نحن نقترب مما سبق ذكره ونوصيك بالإقدام نحو حل وسط يرضي جميع الأطراف ويتوافق مع توجهات الدين الإسلامي الأساسية حول تقبل الواقع والحفاظ عليه عبر محاولات مختلفة لإعادة التأهيل المجتمعي والمشاركة الإنسانية البديلة عوض البحث عن انتفاع فردي قصيري المدى كما ورد سابقا بفصول كتب الفقهاء الكرام السابق ذكر أسماءهم أعلاه وغيرهم كثير ممن شاركو في دراسة مسائل مشابهة بكتابتهم وشروحهم ومراجعهم الشهيرة عالميا ومحليا كذلك داخل العالم العربي الواسع المنفتح دائماً امام اي جديد وفريد داخل واقعه الخاص!