في سياق الاستفسار حول التعامل مع مشكلة الاختلاط في المجتمعات التي تعتبره جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، بما في ذلك البيئات الأسرية، يشدد المفتي الإسلامي على نقطة مهمة جداً: "يمكن للمسلمين التحلي بالإلتزام الديني والحفاظ على روابط عائلية قوية في الوقت نفسه". يؤكد المجيب بأن عدم وجود تناقض بين الامتناع عن الاختلاط المحرم والمحافظة على العلاقات العائلية القائمة.
على الرغم من انتشار ظاهرة الاختلاط بشكل واسع النطاق، خاصة داخل الأسر والعلاقات الاجتماعية المختلفة، يوضح المفتي خطوات عملية لتطبيق الحدود الإسلامية فيما يتعلق بهذا الموضوع. ينصح بالحذر والتروي أثناء زيارة الأصدقاء والأقارب، وذلك بتنظيم أماكن جلوس حسب النوع الاجتماعي - أي فصل الرجال عن النساء-. هذه الخطوة ستساعد أيضاً عند الزيارات المنزلية لأخرى، إذ سيصبح الالتزام بنفس المعايير سهلاً وقابلاً للتطبيق.
ويضيف المفتي نافياً احتمال حدوث تضارب بين رغبات الفرد الشخصية واحترامه لقدسية الدين. فهو يحث المؤمنين على بذل جهود صادقة لإرضائه عز وجل، مستذكراً حديث النبي الكريم الذي تشدد فيه أهمية تعلم العلم وتحمل مواجهتها بصبر وثبات.
وفي النهاية، ينوه بأن الوصول للجنة يتطلب كفاءة عالية وعزم ثابت، وأن طريق الحق مليء بالتحديات والمآثر الفاضلة والتي تتطلب امتزاج الشعور بالقوة الداخلية والإرادة الصلبة لدى المسلمين الراغبين باتباع نهج حياة متوافق تمام الانسجام مع شريعة رب العالمين.